وتساءلت الصالونات السياسية الفخمة التي تشكلت مؤخرا في العاصمة المؤقتة “رام الله” عن سر تسابق الكادر الفتحاوي المقرب من مفوضية التعبئة والتنظيم للتذكير بمآثر  أحد أبرز قادتها العالول، والتلويح بتحدي من يتجرأ المس بموقع وسيرة ومسيرة الرجل.

وما أن فتحت “الدكاكين” السياسية ابوابها صباح اليوم الثلاثاء، حتى علا صوت ضجيج ما حصل في كواليس حركة فتح أمس الإثنين ، وبات الجميع يتحدث همساً وتلميحاً وتصريحاً في الدوائر المغلقة و “الكوتات” المحكمة، بتداعيات الخبر الجلل، فقد لوَّح العالول امام الرئيس عباس، بالاستقالة من مركزية فتح، إحتجاجاً على تدخلات اعضاء من اللجنة المركزية بعمله مفوضاً للتعبئة والتنظيم، وخصوصاً في ملف انتخابات أقاليم الضفة الغربية وعقد مؤتمراتها.

وقال مصدر عليم للرأي اليوم ان العالول يتعرض لموجة من التحريض، والانتقاص من قدرته على قيادة دفة التنظيم، وتحميله مسؤولية الترهل التنظيمي الذي تعاني منه فتح، مروراً لتأخير انتخابات التنظيم في الضفة الغربية.

وإعتبر المضدر الفتحاوي ان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، كانت عقد عضو مركزية فتح عثمان ابو غربية، مؤتمراً لشبيبة الحركة ومواقعها التنظيمية، في محافظة القدس، دون الرجوع للعالول المكلف بادارة هذا الملف.

وعند السؤال في اروقة المؤتمر الشعبي الذي يقوده ابو غربية.

 أبو غربية  تحدث عن اعادة صياغة الواقع الفتحاوي في محافظة القدس، عبر عقد المؤتمرات التنظيمية وعلى كل المستويات بالمحافظة، متسلحاً بالهجوم  العنيف والمبرمج الذي يقوده عضو مركزية فتح القوي جبريل الرجوب داخل مؤسسات حركة فتح، ضد نهج العالول، آملاً ان تسند له الحقيبة التنظيمية الابرز، بعد ان انهى سيطرته على كافة المواقع المختصة بالشباب الفلسطيني، ابتداءً من المجلس الاعلى للشباب مرورا بالاتحاد الفلسطيني للكرة وليس انتهاء باللجنة الاولومبية.

 الرئيس محمود عباس، رفض استقالة محمود العالول، وطلب منه اكمال العمل بمهامه كالمعتاد، الا ان الايام المقبلة ستكون حاسمة بهذا الملف، في ظل استعار الحملة المناهضة للعالول، وعدم قيام الرئيس عباس بحل الاشكال الذي جاء به العالول محتجاً على تجاوز صلاحياته.

وفي حادثة مفاجئة قام مجموعة من المصلين بطرد عضو مركزية فتح، عزام الاحمد من المسجد الاقصى ظهر اليوم، خلال مرافقته لوفد اردني بالحرم القدسي، فيما اعربت مصادر قيادية بحركة فتح بالقدس، استهجانها لعدم تنسيق الاحمد مع قيادة الحركة خلال زيارته للاقصى.

 طرد الاحمد ليس ببعيد عن حالة التوتر التي تعم أعضاء اللجنة المركزية، بل تأتي في صلب تصفية الحسابات الداخلية، حيث يقف الاحمد في الكفة التي تؤيد محمود العالول، فيما قام محسوبون على عثمان ابو غربية بتنفيذ عملية الطرد في رسالة واضحة،  تقول ضمنيا ان منطقة القدس التنظيمية لا ترحب بالاحمد المتحالف مع العالول.