| القاهرة – من محمد الغبيري وعبدالجواد الفشني |
مع تجديد جماعة «الإخوان» دعواتها لـ «العصيان المدني» وتعطيل الحياة، بدعوة جديدة لشل حركة المترو وتعطيل الدراسة اليوم، تصاعدت في مصر وتيرة الدعم الشعبي وتأييد قوات الجيش والشرطة ضد الجهاديين والمتطرفين الإسلاميين، وشنت القوى السياسية والإعلام حملة هجوم عارمة على قيادات العنف والمنتمين إلى جماعة «الإخوان» في تداعيات مقتل مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج، خلال عملية اقتحام كرداسة لتطهيرها من الإرهابيين، فيما واصلت قوات الشرطة والجيش عملية «تطهير» كرداسة من البؤر الإرهابية، في اليوم الثالث للعملية. ودعت جماعة «الإخوان» إلى عصيان مدني مع حملة «سوق سيارتك على مهلك» بهدف شل الشوارع مع ثاني يوم في العام الدراسي الجديد اليوم، كما دعت حركة شباب ضد الانقلاب الإخوانية، على «فيسبوك»، إلى إخراج القاهرة من الخدمة. واكدت جماعة الإخوان، إنه «ليس لها أي يد في أي تخريب قد يحدث أو أي اعتداءات على المدارس»، مشيرة إلى أن «السلطة قد تقدم على عنف لإلصاقه بالإخوان»، فيما ذكرت مصادر أمنية إن «الجماعة تحاول استباق الأحداث بنفي أي علاقة لها بالعنف الذي تخطط له». من جهته، قال وزير التعليم محمود أبو النصر، إن «أول حصة في اليوم الدراسي الأول في المدارس كانت توعوية تركز على دور الشرطة والجيش في حماية الوطن». وأضاف إن «الكلام في الساسية ممنوع خلال العملية التعليمية»، مضيفا إنه «تم الاتفاق مع وزارتي الدفاع والداخلية على أن هناك عنصرا من الداخلية أو الدفاع للتوعية بدور الشرطة والقوات المسلحة في حماية البلاد خلال الحصة الأولى في مدارس الجمهورية». وشهد محيط المدارس في غالبية المدارس، أمس، حضورا أمنيا واضحا تخلله إطلاق نار في محيط مدرسة في سوهاج، بين عدد من الشباب. وقال الناطق باسم حزب «الحركة الوطنية» أحمد سرحان، إن «دعوة الإخوان للعصيان دليل على تفكك الجماعة وانهيار التنظيم للدرجة التي أصبحوا يعيشون فيها في عالم موازٍ لا يدركون فيه الواقع بكراهية المصريين لهم». وقال رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» عبدالغفار شكر، إن «الإخوان فقدوا قدرتهم على الحشد، وإن دعوتهم للإضراب ستفشل مثل دعوات سابقة مماثلة». وقال الأمين العام لحزب «التجمع» اليساري مجدي شرابية، إن «دعوات الإخوان جاءت في الوقت الضائع»، مشيرا إلى أن «هناك خريطة طريق رضي بها الشعب، وإن السلطة الموجودة جاءت بناء على ثورة 30 يونيو». وذكرت الجماعة الإسلامية، إن «بدء العام الدراسي لا يتعارض مع حق التظاهر السلمي»، إلا أنها اوضحت في الوقت نفسه، إنه «من الضروري أن تتكاتف الجهود للحفاظ على أبنائنا من بعض الجهات التي تريد إشعال الموقف». من جهته، قال مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس الموقت عدلي منصور إن «الأمر أصبح لا يقبل شكا بأن حربنا لاستعادة معنى الوطن هي قدرنا، فعلينا أن نعلم ما نحن بصدده حاضرا ومستقبلا، كي نكون أوعى بالتحدي وأولى به». ونعى المجلس الأعلى للطرق الصوفية مقتل اللواء فراج. وقال شيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ عبدالهادي القصبي، إن «مصر على قلب رجل واحد ضد الإرهاب، ولن تركع إلا لله». وأكد اتحاد العمال وقوفه مع رجال الشرطة والجيش «في محاربة الإرهاب وتطهير مصر من البؤر الإجرامية»، متقدما بالعزاء لمنصور «في فقدان الوطن للشهيد اللواء نبيل فراج». وشن العضو السابق في جماعة «الإخوان» هيثم أبوخليل، هجوما على الأمين العام لجماعة «الإخوان» محمود حسين، ردا على تصريحاته بتبرؤ الجماعة من رسالة الاعتذار التي كتبها أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر والقيادي الإخواني صلاح سلطان. وقال إنه «يجب على أمين جماعة الإخوان الصمت، وكفاكم تنطع أيتها القيادة الوهمية المنتهية الصلاحية». وفي البحيرة، تظاهر الآلاف، ليل اول من امس، دعما للجيش والشرطة، في مدينة إيتاي البارود، بهتافات «يا أبو دبورة ونسر وكاب إحنا معاك ضد الإرهاب». وجاب المتظاهرون شوارع المدينة حاملين صورا لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، كما رددوا هتافات منددة بالإرهاب والإخوان. على صعيد مواز، استمرت حملات تنفيذ أوامر الضبط والإحضار لقادة التيار الديني المتطرف الصادرة من النيابة العامة. وفي الجيزة ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 26 من المتهمين المطلوبين، في ناهيا، الملاصقة لقرية كرداسة، التي اقتحمتها القوات الخميس الماضي، كما أوقفت 4 آخرين كانوا مختبئين في إحدى الشقق في كرداسة التي لاتزال أعمال التمشيط والمداهمة مستمرة فيها للإيقاع «بالتكفيريين والجهاديين»، وداهمت القوات أيضا منزل عائلة غزلان، المتورطة في حرق قسم شرطة كرداسة. وأمرت النيابة العامة باحتجاز 81 متهما، بينهم سيدة، من المقبوض عليهم في واقعة اقتحام قسم شرطة كرداسة، 15 يوما على ذمة التحقيقات، وتواصل أجهزة الأمن فرض سيطرتها على منطقة كرداسة، وتتمركز القوات بجميع مداخل ومخارج المركز. وفي الإسماعيلية، أوقفت الشرطة 5 منتمين للإخوان في حوزة أحدهم سلاح ناري، بينما أصيب 4 من الأهالي في شغب اندلع عقب خروج أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في تظاهرة ضد الجيش استفزت الأهالي الذين دخلوا معهم في تلاسن تطور إلى مشاجرة قبل أن يسيطر الأمن على الموقف.