أرشيف - غير مصنف
آلاف الهاربين من جحيم سورية يعثرون على جنتهم في السويد
مارستا (السويد) – ا ف ب – تبتسم نور التي لا يتجاوز عمرها ستة اشهر وهي في حضن امها ولاء، غير واعية بالرحلة التي قامت بها، وهي في قاعة طعام غاية في النظافة في مركز استقبال للاجئين في مارستا في السويد. وقد غادرت عائلة الهدل حلب قبل شهر تقريبا هربا من القصف وجرائم الحرب وهدفها الوصول الى السويد، وفي مطلع سبتمبر كان هذا البلد اول دولة في اوروبا اعلنت انها تمنح كل السوريين المتواجدين على اراضيها اللجوء. وقال خالد رب العائلة: «في حلب عندما نخرج من المنزل لا ندري اذا سنعود او يطلقوا علينا النار، انا اريد ان اضمن هنا مستقبل ابنتي» التي يأمل ان تصبح طبيبة. واوضح رئيس الدائرة القانونية في وكالة الهجرة فريدريك بيير ان «درس طلب اللجوء في السويد غير مسيس تماما، الامر الذي يجعل البلاد مرغوبة بالنسبة للاجئين». وتجري دراسة كل حالة على حدة للتأكد من عدم وجود مجرمي حرب محتملين بين اللاجئين. ويشكل السوريون اكبر مجموعة طالبي لجوء امام الصوماليين. ويتفهم وزير الهجرة توبياس بيلستروم ذلك قائلا ان «الازمة الانسانية في سورية تشتد (…) ويجب علينا ان التضامن». وتفيد وكالة الهجرة ان عدد طالبي اللجوء بلغ 11 الفا منذ يناير، وانه مرشح الى الارتفاع. وكانت السويد خلال سنوات الالفين البلد الغربي الذي استقبل اكبر عدد من اللاجئين العراقيين وفي 2007 بلغ العدد ذروته ليصل الى 18559 طلب لجوء. وقال خالد : «كان عندي مقهى انترنت دمره القصف قبل مدة قصيرة، فقلنا مع ولاء انه لم يبق لنا ما نفعل في حلب وقررنا الرحيل الى السويد» متحدثا عن زوجته وعمرها 17 سنة. وكان الزوجان مصممان، وكلفتهما الرحلة اكثر من اربعة الاف يورو جمعاها من بيع المنزل في مسقط الرأس ولم يبق لهما شيء بعد ذلك. وقال ان «مهربا ساعدنا على عبور الحدود مع تركيا مع تسعين شخصا ثم اخذ كل جوازات سفرنا» ووصل الزوجان الى ازمير من حيث اقلعا الى السويد عبر المانيا بفضل جوازات سفر بلجيكية مزورة اتلفت بعد ذلك. وقال: «حاولت ونجحت» مؤكدا انه لا يعلم ما جرى لرفقاء رحلته الراغبين في الوصول الى اوروبا. واضاف ان «في المانيا انتقلنا الى طائرة اخرى ولم نواجه مشكلة وكذلك في السويد، وعندما حطت الطائرة اخذت حقيبتي وزوجتي وابنتي وخرجنا». ووضعت الحقيبة في احدى الغرف الـ 18 في مركز مارستا على مسافة بعضة كيلومترات من مطار ارلاندا في ستوكهولم. ويفترض ان تنتظر العائلة التي استقبلت اثر رحلتها الطويلة، 48 ساعة حتى تحصل على اللجوء، على ان يعين لها مكان اقامة في معظم الاحيان خارج المدن الكبرى اذا لم تتمكن من الاقامة في منزل شقيقة خالد. وستحصل على قرار بعد ثلاثة اشهر. واضاف خالد: «بامكاننا الاقامة هنا، والحصول على الجنسية السويدية» مؤكدا «انا مستعد للقيام باي عمل، لكن يجب علي ان اتعلم السويدية سريعا». والاولوية الان ان تشتري العائلة ثيابا دافئة. وتدفع وكالة الهجرة علاوة لطالبي اللجوء في انتظار حصولهم على عمل ويفترض ان تحصل عائلة الهدل على 18 يورو في اليوم في حين يجب عليهما تعلم اللغة والاندماج في سوق العمل الذي تشرف عليه وكالة الوظائف.