…
واتصلت "العربية.نت" السبت بملكة جمال ألمانيا، أمينة صباح، التي كان لها مراسلات سابقة معها الأسبوع الماضي عبر صفحتها في "فيسبوك" التواصلي، فذكرت عبر الهاتف من جزيرة بالي، حيث ستجري المسابقة اليوم، أنها لم تكن تعلم بغرق اللبنانيين، وقالت إن هذا يشعرها بالحزن "لأن نصفي ألماني ونصفي الآخر لبناني، لكني أمثل ألمانيا بالمسابقة، ولا أدري ما أقول غير ذلك حقيقة.. لقد أزعجني هذا الخبر عند الصباح".
وأمينة التي أبصرت النور قبل 20 سنة في بيروت، وتعمل في ألمانيا بحقل التأمين، هي أصلا من مدينة النبطية في الجنوب اللبناني، ووالدها علي صباح متزوج من ألمانية، لكنه عاد للإقامة في ألمانيا حين كان عمرها 3 سنوات، وهي تتكلم العربية ولغات حية أخرى وتزور لبنان كل عامين تقريبا.
قالت جوانا قزي، القائمة بالأعمال في سفارة لبنان بجاكرتا، إن مشاركة إحدى اللبنانيات بمسابقة ملكة جمال العالم في إندونيسيا ليست من مسؤوليتها "لأن مهمتي الأساسية حاليا هي من نجا ومن غرق من اللبنانيين على المركب" وفق تعبيرها، وحسب ماذكرت العربية نت
وذكرت قزي أن أحدا لا يعرف عدد الغرقى اللبنانيين تماما "لكنه كبير على ما أعتقد، وما لديّ من معلومات حتى الآن هو أن 120 راكبا كانوا على متن المركب، نجا منهم 25 شخصا، وبين الناجين هناك 18 لبنانيا. كما تم العثور على 21 جثة يجري التعرف إلى هوياتها، والباقون مفقودون، وهم إما غرقى أو ناجون، وعلينا الانتظار آملين أن يكونوا من الناجين" على حد قولها.
وما ألمت به "العربية.نت" من معلومات شبه أكيدة، ومعظمها من وسائل إعلام إندونيسية، أهمها وكالة "أنتارا" للأنباء وموقعا Viva News ونظيره Detiknews الإخباريان، أن عدد من أقلهم المركب الذي يملكه عراقي كنيته "أبو صالح" واسمه علي، وهو معتقل منذ أمس، كان 118 راكبا، وأن عدد اللبنانيين الغرقى هو 29 من حوالي 11 عائلة و4 قرى بالشمال اللبناني، إضافة لعدد غير معروف من مدينة طرابلس.
وتقاضى العراقي "أبو صالح" بين 8 آلاف إلى 10 آلاف دولار من كل راكب، لقاء نقله من بيروت بالطائرة إلى إندونيسيا، حيث وصل الجميع إليها وأقاموا فيها مدة 72 يوما في مجمع سكني أعده لهم "أبو صالح" الذي كان يبرر تأخره بنقلهم إلى أستراليا بأنه ينتظر الفرصة السانحة لتهريبهم من أعين الأمن العام الإندونيسي الذي يفرض طوقا أمنيا حول كل الثغرات البحرية التي يتم منها تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى جزيرة "كريسماس" الأسترالية.
هناك 17 من قرية "قبعيت" وحدها، إضافة إلى 4 من قرية "خريبة الجندي" ومعهم 3 من قريتي فنيدق ومجدلا، إلى جانب 5 من باب التبانة في طرابلس. كما كان في المركب المنكوب أردنيون وسوريون ويمنيون وعراقيون، لكن عددهم كان قليلا، فيما كان عدد اللبنانيين أكثر من 50 راكبا.