مواقع الكترونية تتشح بالسواد، ورسائل قصيرة على هواتف…
مواقع الكترونية تتشح بالسواد، ورسائل قصيرة على هواتف مسؤولين حكوميين، ومقالات على صفحات أكبر الصحف العالمية.. كل هذا جزء من مشهد الحملة التضامنية مع الصحافي المغربي المعتقل علي أنوزلا لاتهامه بنشر فيديو لتنظيم القاعدة يهدد الأمن القومي للبلد.
بعد التحقيق معه، أخبرت السلطات علي أنوزلا أنه سيتابع بتهمة "التحريض على الإرهاب"، وأودعته السجن المركزي بسلا قرب العاصمة الرباط، وهو السجن الذي يضم في زنازينه عددا كبيرا من الملاحقين في قضايا الإرهاب والمتابعين بقضايا الحق العام. وهو وضع يثير بدوره جدلا آخر في المغرب، فأصوات الإعلاميين والهيئات الحقوقية تصدح بضرورة إحداث غرف خاصة لمحاكمة الصحافيين وتمييز سجنهم عن الملاحقين بالقانون الجنائي.
علي أنوزلا "الذي رفع سقف حرية الصحافة والتعبير طيلة عقد من الزمن" حسب واشنطن بوست في مقال لها الثلاثاء، هو الآن رهين زنزانته، أما خارج أسوار السجن فالحملة التضامنية لصالحه ما زالت متواصلة.
ولم تقتصر الحملة على الوقفات الإحتجاجية التي شهدتها عدة مدن مغربية للتنديد باعتقال أنوزلا وووجهت بالقوة في كثير من فصولها. كما لم يقتصر التضامن على مظاهرات أمام البعثات الديبلوماسية للمغرب في عدد من عواصم العالم كباريس ومدريد وبروكسيل ومونتريال. بل اتخذ التضامن مع أنوزلا مسالك جديدة وتجسد في أشكال أخرى لا تخلو بحسب المتابعين من "الإبداع".
احتجاج بالـsms
واستخدم المتضامنون مع أنوزلا الرسائل النصية القصيرة (SMS) كوسيلة احتجاج حيث بعثوا بها إلى وزيري الاتصال مصطفى خلفي والعدل مصطفى الرميد المغربيين المنتميين إلى حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي. وجاء في الرسائل: "ذكروا حزب العدالة و التنمية بوعوده، ذكروا الرميد بوقوفه في الشارع من أجل ملكية برلمانية، ذكروا بنكيران (رئيس الحكومة) أنه شريك في الفضيحة".
ويقول الناشط الحقوقي منير كجي وهو أحد زملاء الصحافي المعتقل في تصريح لموقع "راديو سوا" "ما حدث خطوة من بين خطوات أخرى عديدة نريد من خلالها الضغط على الدولة للإفراج عن أنوزلا بالاعتماد على جميع الوسائل التكنولوجية المتاحة، إنه شكل نضالي بديل للتنديد بسياسة تكميم الأفواه التي ترفض الدولة التخلي عنها برغم ما يجري من ترويج لوهم الاصلاحات والديمقراطية وضمان حرية الرأي والتعبير".
مواقع إلكترونية .. الأسود يليق بنا حدادا
أكثر من 50 موقعا استجاب للنداء سواء عبر حجب الموقع كليا أو إظهار الصفحة السوداء. مواقع اخرى اكتفت بوضع شريط أسود فقط "لعوائق تقنية أو أسباب إعلانية"، كما قال أصحابها.
ويصف ناشط مغربي يسمي نفسه "بابيون" على تويتر لموقع "راديو سوا" هذه الخطوة الاحتجاجية غير المسبوقة بأنها "ردة فعل على التعنت الذي أبدته السلطات تجاه قضية أنوزلا. فمع كل الاحتجاجات والتضامن العالمي ضد ما ارتكبته الدولة من عمل غير مفهوم، لم تتراجع أبدا عن إصرارها في الذهاب بعيدا في القضية. إذن من هنا جاءت المبادرة للتعريف بقضية علي أنوزلا لدى أكبر عدد ممكن من الجمهور".
فيسبوك وتويتر .. وإضراب عن الطعام
منذ توارد أولى الأخبار عن توقيف أنوزلا، انتشرت تعليقات على موقع فيسبوك، اتخذت في البداية شكل ردود فعل فردية قبل أن تتحول إلى حملة منظمة تعززت بإنشاء صفحات للتضامن ودعوات لإبدال صورة البروفايل بأخرى تحمل عبارة "الحرية لأنوزلا" بالعربية والأمازيغية وبلغات أخرى. وتحول فيسبوك إلى ما يشبه وكالة أخبار تنشر جميع مستجدات القضية وتتابع الوقفات والمظاهرات الإحتجاجية وتنشر روابط التقارير الإخبارية والمقالات التي تنتجها وسائل الإعلام حول الموضوع.
كما أطلقت منظمة العفو الدولية مؤخراً حملة توقيع على عرائض للإفراج عن أنوزلا، وذلك على موقع Avaz.com. كما أعلن منتدى الصحافيين المغاربة المقيمين في الخارج عن دخول أعضائه في إضراب رمزي عن الطعام لـ"انهاء مسلسل متابعة واعتقال الصحافيين".
"الملف بيد القضاء". هكذا كان رد وزير الاتصال المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي في جوابه على سؤال طرحه موقع "راديو سوا" حول موقف الحكومة من قضية أنوزلا. وأضاف الخلفي أن "السلطة التنفيذية تمتنع عن التدخل في مساره القانوني حفاظا على استقلالية القضاء".