وائل عواد: تُحاوِل اسرائيل…
تُحاوِل اسرائيل مُنذ اعوام أن تُجند العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر (عرب 48) في جهازها الأمني عن طريق مشروع مُتنكِر بطابع مدني يحمل اسم “الخدمة المدنية”، والذي ظاهره التطوّع في مؤسسات الدولة المدنية لصالح الجمهور لأبناء الشبيبة مُقابل بعض الامتيازات المالية، إلا أن المشروع لاقى رفضًا صَدًا من كافة القيادات الوطنية، خصوصًا أن مُفعّل المشروع هي وزارة الأمن الإسرائيلي التي تتواجد تحت مظلتها كافة الاجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك مؤسسة الجيش والشاباك والموساد، وبالتالي تُعتبر هذه الفكرة “الخدمة المدنية” مُقدمة لكي يتلاشى الحاجز بين اسرائيل وبين العرب الفلسطينيين في اسرائيل لكي يستدرجونهم لاحقًا ينخرطون في الاجهزة الأمنية الإسرائيلية الرسمية.
على الرغم من فشل المشروع لدى العرب الفلسطينيين في إسرائيل، إلا أن المؤسسة الإسرائيلية حاولت خلال الأسابيع الأخيرة تفعيل مُخطط الخدمة المدنية في الجولان السوري المحتَل والذي يعتبر أهله أنفسهم (وهُم من العرب الدروز) أنهُم سوريون ويناضلون من أجل العودة للسيادة السورية، كما أنهُم في مناسبتهم الوطنية يحتفلون مع الشعب السوري، كما أنهُم يرفعون الأعلام السورية فوق الكثير من أسطح بيوتهم ويتحدثون باللهجة العربية السورية أيضًا.
حيثُ حاولت الأجهزة الامنية الإسرائيلية في تسويق فكرة “الخدمة المدنية” بين أبناء الجولان السوري المُحتل عن طريق فعاليات وبرامج لأبناء الشبيبة، مثل دورات في تعليم الحاسوب وفعاليات أخرى ذات طابع بريء، ومن هُناك تدريجيًا بدأن مُحاولات إقناع بعض الشُبان الانخراط في مشروع “الخدمة المدنية”، مُحاولين بذلك تسويقه على أنه فكرة يخدم فيها الشاب مُجتمعه ويعطي محيطة الاجتماعي، إلا أن الوعي الوطني وانفضاح هذه المُخططات وفشلها في بلدات عربية أخرى في الداخل الفلسطيني جعل اكتشاف ما يحدُث في الجولان السوري المُحتل أمرًا سهلا وسريعًا، حيثُ بدأت مجموعة من الشباب السوري المُحتل بمناهضة الفكرة في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل حاد جعل الفكرة تتقهقر سريعًا.
من جانب آخر، كان موقف رجال الدين الدروز في الجولان حازمًا جدًا، إذ أجريت لقاءات بين رجال دين أعلنوا فيها ما يُسمى “بالحرمان الديني والوطني” على كُل شاب أو شابة يُقرر الانخراط في مثل هذه المُخططات، حيثُ تشمل هذه المقاطعة، مقاطعة اجتماعية ومقاطعة دينية تمنع الزواج منه ومُشاركته أفراحه وأحزانه، وهي عمليًا نَبذ كامِل من المجتمع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.