بيروت ـ علاء وليد أعلن النظام السوري، الثلاثاء، أن قواته…
أعلن النظام السوري، الثلاثاء، أن قواته استعادت السيطرة على 11 قرية جديدة بريف حلب، شمالي سوريا، وذلك بعد سيطرته على طريق استراتيجي يصل بين حلب وحماة (وسط).
وبحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، قال مصدر مسئول في النظام السوري إن وحدات من الجيش النظامي سيطرت على 11 قرية جديدة في ريف حلب، بعد أن أعادت فتح طريق حماة حلب عبر محور (السلمية خناصر السفيرة).
وتشهد محافظة حلب وريفها الشمالي على وجه التحديد حملة عسكرية ضخمة، تقوم بها قوات النظام السوري؛ بغية استعادة مناطق واسعة يسيطر عليها “الجيش الحر” منذ أكثر من عام.
وتمكنت تلك القوات من تحقيق بعض التقدم خلال الشهرين الماضيين، كان آخرها استعادة السيطرة على مدينة خناصر بريف حلب، مطلع سبتمبر/ تشرين الأول الجاري، بعد سيطرة قوات المعارضة عليها قبل شهر، بهدف قطع طريق الإمداد بين حلب وحماة كونها تقع على ذلك الطريق.
وأوضح المصدر أن النظام استعاد السيطرة على قرى (تل زغيب، توركات، النيرب، تل عابور، البركة، المصيدة، الحبيسة، طاط، برج الرمان، العميرية، الحميرة) بريف حلب، كما تم تفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها “الإرهابيون” في تلك القرى قبل أن “يسقطوا قتلى على أيدي القوات المهاجمة”، حسب تعبيرها.
وأشار المصدر إلى أن قوات النظام تمكنت من فتح طريق حماة حلب عبر محور (السلمية خناصر السفيرة)، وكسرت حصار “المجموعات الإرهابية المسلحة” التي كانت “تمنع وصول المواد الغذائية والتموينية لأهالي مدينة حلب وتستهدف الحافلات والركاب”.
من جهة أخرى، لم ينكر النقيب عمار الواوي، أمين سر “الجيش السوري الحر”، اليوم الثلاثاء، تراجع “الجيش الحر” على جبهة حلب خلال الأيام الماضية، مرجعاً الأمر لعدد من العوامل، أهمها سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يسمى “داعش” على عدد من المناطق في حلب، وقيامه بحماية قوات النظام فيها.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة “الأناضول”، اليوم، قال الواوي، إن تراجع قوات المعارضة على جبهة حلب يعود لعدد من الأسباب، منها طول فترة الصراع في سوريا، والنقص الحاد في السلاح والعتاد الذي يمتلكه “الجيش الحر” بسبب عدم وفاء الدول الغربية بتعهداتها بتسليح المعارضة، وكذلك ظهور تنظيم “داعش” على الساحة الذي يضم مقاتلين موالين للنظام، ويعملون على حماية قواته والاشتباك مع “الجيش الحر” واعتقال الناشطين.
وتزايدت خلال الفترة الماضية موجة من السخط لدى المعارضين لنظام الأسد وعدد من فصائل “الجيش الحر” من تصرفات تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الذي يتهمونه بقتل وتصفية عدد من عناصر “الجيش الحر” وإعلاميي “الثورة”، وذهب بعضهم لاتهامه بأنه يقوم بـ”التنسيق مع النظام” في مواجهة الثوار والسيطرة على مناطق تم “تحريرها” من يده، في حين أن التنظيم لا يؤكد أو ينفي تلك الاتهامات.
فيما ندد الائتلاف الوطني المعارض لنظام بشار الأسد، بما أسماه “عدوان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين”، وذلك في بيان أصدره مؤخراً.
وبيّن أمين السر أن النظام السوري زجّ في المعارك الأخيرة بحلب أكثر من 2500 مقاتل من قواته وقوات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى الطيران الحربي الذي غطى الهجوم ما أدى إلى تراجع “الجيش الحر” مع نقص السلاح لديه بشكل عام والأسلحة المضادة للطيران على وجه الخصوص.
وتعد طهران الحليف الإقليمي الأكبر لنظام بشار الأسد، وتتهمها المعارضة السورية بدعمه في القتال الدائر بسوريا منذ منتصف مارس /اذار 2011.
كما يشارك حزب الله في القتال داخل الأراضي السورية، بجانب قوات نظام بشار الأسد، وبرزت هذه المشاركة خصوصاً في مدينة القصير بريف حمص وسط سوريا، والتي أعلن الجيش السوري مطلع يونيو/ حزيران الماضي سيطرته عليها.
وحول توقف “الجيش الحر” منذ أكثر من شهرين عن القيام بعمليات كبرى على جبهة حلب بعد تقدمه سابقاً فيها، أوضح الواوي أن “داعش” هو السبب وراء ذلك؛ حيث سيطرت قواته على مساحات كبيرة من حلب مثل مطار منغ العسكري ومدن وبلدات “الباب” و”منبج” و”الدانة” و”اعزاز″ وغيرها، كما أوقفت هجمات “الجيش الحر” للسيطرة على قريتي نبل والزهراء بريف حلب التي تضم مقاتلين موالين للنظام.
وتعد نبل والزهراء بريف حلب الشمالي قريتين مواليتين للنظام، يشن منها هجماته على باقي مناطق الريف الحلبي الذي يسيطر “الجيش الحر” على غالبية مساحاته.
ولمحافظة حلب أهمية استراتيجية؛ كونها العاصمة الاقتصادية للبلاد، ولها عمق باتجاه الأراضي التركية، وقريبة من نقاط الإمداد، وفي حال سيطرة” الجيش الحر” عليها، فإن ذلك سيزعزع سيطرة الجيش النظامي على مناطق الشمال السوري.
(الأناضول)