لماذا تهاجر الفراشات وأسماك السردين؟

  يوجد أمر سحري بهجرة الحيوانات، وربما يتمثل بمفهوم مفاده أنه كلما انتقل البشر إلى المدن، يندر وجود الأسماك، وأسراب الطيور، بشكل متزايد، ما يؤدي إلى عبور هذه الأنواع من الحيوانات وغيرها، مسافات طويلة لتناول الطعام، والتكاثر، والبقاء على قيد الحياة.

وتعتبر مدينة باسيفيك غروفي في كاليفورنيا، ذات مناخ حار يجذب حوالي 20 ألف فراشة، تهاجر لمسافة ألفين ميل لقضاء فصل الشتاء في المنطقة. وبأتي حوالي مائة ألف زائر لمشاهدة منظر الفراشات.

ويذكر أن السنوات القليلة الماضية شهدت انخفاض حاد في عددها، بسبب تدهور حالة الاعشاب من نوع "الصقلاب" حيث تضع الفراشات بيضها.

ويشهد الساحل الشرقي في جنوب أفريقيا الهجرة الأكبر في كل العصور، حيث يهاجر الملايين من أسماك السردين بين شهري مايو/آيار ويوليو/تموز سنوياً.

وتلقي الملايين من أسماك السردين بيضها في ضفة ألغولاهاد وتشق طريقها شمالا على طول الساحل.

وربما هو معروف أن جزيرة كريسماس تعتبر أفضل مكان لهجرة أسراب من السلطعون الأحمر اللون، التي تتدفق إلى الشواطئ في فصل الشتاء.

وقالت مديرة التسويق في جزيرة كريسماس السياحية ليندا نقدا، إن "كميات من السلطعون يبدو وكأنها رميت في المكان بين ليلة وضحاها."

وتعتبر الحيتان من الأنواع التي تستمر في الهجرة، ما يشكل خبرا سارا بالنسبة إلى السياح، الذين يتمتعون بإلقاء نظرة عليها.

ويتحول ساحل المحيط الهادئ في كولومبيا، خلال أشهر الصيف، إلى مرتع لحوالي ثلاثة ألف نوع من الثدييات المهاجرة، التي تستخدم المياه الدافئة بهدف التزاوج.

كذلك، تعتبر أستراليا مرتعا مهما لهذه المخلوقات، التي تعانق الساحل بدءا من شهر يوليو/تموز سنوياً. ويذكر أن الحيتان تتمكن من الهجرة لمسافة خمسة آلاف ميل.