أرشيف - غير مصنف

“روبوت” يمشي ويتنفس باستخدام أعضاء بشرية صناعية

فكرة "رجل الأعضاء الآلية"، كانت موجودة في الخيال العالمي…

فكرة "رجل الأعضاء الآلية"، كانت موجودة في الخيال العالمي منذ 1970، حينما ظهر مسلسل تلفزيوني بعنوان "رجل الستة ملايين دولار"، عن مغامرات "ستيف أستن" رائد الفضاء الذي أعيد بناء جسده من اجزاء صناعية، بعدما أوشك على الموت. لكن الآن بدأت مجموعة من المهندسين في تجميع روبوت باستخدام أعضاء صناعية وأطراف و أجزاء أخرى تأتي معاً لتشكل "رجل الأعضاء الآلية"، لكنه حقيقي هذه المرة.

هذا الرجل الصناعي هو نجم قناة أفلام وثائقية، أعلنت عنه في فيلم مرتقب بعنوان "الرجل الآلي الخارق"، ويؤرخ الفيلم لمحاولة المهندسين تجميع أجزاء الجسد الصناعية رفقة أنظمة متطورة، بين أسرار عمل الجسد وزراعة القوقعة وشبكية العين، وغيرها، كصناعة إنسان كامل.

 

مواصفات البشر "جمعنا الأجزاء من 17 مصنعاً حول العالم، وهذه المرة الأولى التي تجمع فيها معاً"، بحسب مدير شركة "شادو روبوت"، ريتشارد ولكر، وهو رئيس مهندسي الروبوت في هذا المشروع.

وسيظهر هذا الروبوت للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع، وقال ولكر: "إنها محاولة لتسليط الضوء على الدرجة التي وصلت لها العلوم الطبية من تطور".

وبحسب ولكر فإن ذلك الروبوت يمتلك ما بين 60 و 70% من مواصفات البشر، حيث يقف بطول ستة أقدام ونصف، ويستطيع أن يخطو، ويجلس، ويستعمل في أجزاء منه آلة خاصة للمشي تستعمل عادة للناس الذين فقدوا قدرتهم على الحركة بسبب إصابات خطيرة، كما يملك ذلك الروبوت قلباً ينبض باستعمال مضحة إلكترونية، وتسري في عروقه داء صناعية، معبأة بالأكسجين، كحال دماء البشر.

بيرتولت مير ويحمل الروبوت بين جنباته أيضاً كليتين صناعيتين، تمثلان وظيفة وحدة غسيل الكلى في العصر الحديث.

لكن الأجزاء المفقودة فيه، تجعله أبعد من أن يكون بشرياً، فمثلاً لا جلد ولا عقل له.

رجل الأعضاء الآلية هذا، صمم بواسطة عالم نفس اجتماعي شاب يدعى "بيرتولت مير"، يعمل في جامعة زيوريخ، وولد مير دون الجزء السفلي لذراعه، مما جعله يركب بدلة إلكترونية بأجزاء آلية تعوض النقص فيه، وقام هذا الأخير بتصميم وجه "رجل الأعضاء الآلية" ثلاثي الأبعاد، بناء على ملامح وجهه.

آلة بائسة بمليون دولار وقال مير: "أردنا أن نجعل العالم يرى أن التكنولوجيا تستطيع توفير ما خسره الناس من أجزاء جسدهم، كالوجه مثلاً، فالبعض فقد أنفه أو أذنه بسبب حادث أو مرض سرطاني"، ويشير مير إلى أنه شعر في البداية بالعبثية برؤيته للروبوت للمرة الأولى.

"شعرت بفورة غضب، كان الأمر أشبه بالصدمة لرؤيتي وجهاً يمثل ما أراه يومياً في المرآة مركباً على آلة بائسة المظهر".

لكن مير تنفس الصعداء بعدها حين جعل ذلك الروبوت يرتدي بعض الملابس من علامة "هارودز" الشهيرة.

وتبلغ تكلفة صناعة "رجل الأعضاء الآلية" نحو مليون دولار، وكانت أغلب الأجزاء المكونة له متبرع بها، وثمنها يعتبر أقل من تلك الستة ملايين دولار في قصة الخيال العلمي عن ستيف استن.

زر الذهاب إلى الأعلى