أخوان الأردن: إحتواء المستجدات والتماشي مع فتور الشارع والشروط تحولت لمطالب

 فرح مرقه- لم تعد “الصلابة على الموقف…

فرح مرقه- لم تعد “الصلابة على الموقف السياسي” عنوانا للخطاب الإخواني الأردني، فالمرونة والعقلانية إلى جانب الدعوة لحوار وطني يجانس بين متطلبات الأطياف المختلفة، كلّها باتت ظاهرة واضحة في توجّهات قياديي الجماعة.

وبينما تعتبر جماعة الإخوان الأردنية أن ما حدث أقرب لإعادة تصنيف ما ينشدونه من “شروط” إلى “مطالب”، يؤكد متابعون أن الجماعة تحاول الانسجام مع المرحلة والتماشي مع فتور الشارع الأردني.

“يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين قررت التكيف مع الواقع واستحقاقاته”، حسب الكاتب الدكتور محمد أبو رمان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، الذي قال لـ”رأي اليوم” أن مستوى التوقعات كان مرتفعا لدى الشارع الأردني كافة في بداية الحراك الشعبي، وأن المزاج الاجتماعي الذي كان سائدا آنذاك من اندفاع نحو التغيير “كلّه تغيّر اليوم”.

أما المرحلة الأخيرة التي تضمنت خسارة الجماعة للحكم في مصر وتونس، وتضمنت بطئا في الحسم في الشقيقة السورية، فيرى أبو رمان أنها أثّرت على الجماعة، إلى جانب قلّة الزخم الحراكي في الشارع.

من جانبه، رفض رئيس مجلس شورى الجماعة المهندس علي أبو السكر أي حديث عن تغير الخطاب الإخواني، مستدركا أن “ذروة التحرك الشعبيّ قد انقضت وعلى الجماعة التماشي مع فتور الحراك في الشارع الأردني”.

واعتبر أبو السكر أن ما حدث في الجماعة لا يعدو كونه “تغييرا لبعض المسميات” وترتيب لبعض الأوراق، فما كان يراه الإخوانيون في السابق “شروطا” أدرجته تحت مسمى “المطالب التي نصبو إلى تحقيق أكبر جزءٍ منها”.

وتطالب الجماعة بسبع أمور رئيسية لإصلاح النظام في الأردن وفق ما أعلنته غير مرّة وهي: قانون انتخاب ديمقراطي، وإصلاحات دستورية، وحكومة برلمانية منتخبة، والفصل بين السلطات وتحقيق استقلال القضاء، وإنشاء محكمة دستورية، وكف يد الأجهزة الأمنية عن الحياة السياسية والمدنية، ومكافحة الفساد بجدية وفاعلية.

وأكّد أبو السّكر أن مطالب الجماعة لم تتبدّل “وستظل ساعية لتحقيقها”، وأن الإخوان إذ يفتحون باب الحوار ليس بالأمر الجديد، مشددا على أن حوارهم مشروط بوجود “جهة مسؤولة جادّة” للتحاور معها.

وحمّل أبو السكر الإعلام الرسمي مسؤولية فتور الشارع بقوله “نجح إعلام الدولة في تخويف الشارع من تبعات المعارضة”، معتبرا أن المنطقة واحداثها أثرت على الشارع الأردني وتوقعاته من الحراك والمطالبة بالإصلاح، ما انعكس بطبيعة الحال على أنشطة الجماعة.

ويرى الكاتب أبو رمان أن الجماعة تحاول تفويت الفرصة على التيار المتشدد ضد الحوار معها في الدولة، من خلال إعطاء إرهاصات وذرائع للتيار المعتدل للمضي قدما في أي مبادرة حوار تكون الجماعة طرفا فيها.

وقللت الجماعة من صداماتها مع مؤسسة العرش، إذ ظهرت تصريحات من قياديي الجماعة في الآونة الأخيرة عن أن “الملك لجميع الأردنيين وليس حكرا على فئة دون الأخرى، وإن تقاربه مع الأحزاب والفعاليات السياسية والاجتماعية يعود بالخير على الجميع″.

على الرغم من أن رأس مطالبها كانت تعديل الدستور فيما يتعلق بصلاحيات الملك، وتقليص هذه الصلاحيات حتى يصبح نظام المَلكية في الأردن أقرب للملكيّة الدستورية.

وبرز عدد من التصريحات لقياديين في الجماعة يدعون للحوار، منها ما تحدث عنه حمزة منصور رئيس ذراع الجماعة التنفيذي “حزب جبهة العمل الإسلامي” في تصريح أخير له عن كون الجماعة تدرس أساليبها وطرق تعاطيها مع المواقف، موضحا “بعد ثلاث سنوات من المطالبة بالإصلاحات السياسية ومكافحة الفساد فإنه آن الأوان للحركة الإسلامية والقوى السياسية الأخرى مراجعة الأساليب والوسائل في التعبير من أجل البقاء على المطالبة بالإصلاحات السياسية”.

وليس حل إخوان مصر هو الضربة الوحيدة التي تلقاها جسم الجماعة في الآونة الأخيرة فتأخر الحسم في الجارة الشمالية “سوريا” وملامح الانشقاق الداخلي التي برزت بعد شبح مبادرة زمزم

Exit mobile version