اكدت مصادر دبلوماسية…
اكدت مصادر دبلوماسية في العاصمة السورية دمشق لـ “راي اليوم” وجود اتصالات سرية بين السلطات السورية ودولة قطر لتخفيف حدة التوتر بين البلدين عبر وسطاء عرب، دون ان تكشف عن هويتهم.
وقالت هذه المصادر ان مسؤولين في دولة قطر لجأوا الى قناة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنقل رسائل الى القيادة السورية بحكم علاقاته الجيدة مع الجانبين القطري والسوري، وان ما نشرته صحيفة “السفير” اللبنانية، ونفاه الرئيس عباس لاحقا بضغط قطري، حول حمل السيد عباس زكي عضو اللجنة المركزية في حركة فتح كان اقرب الى الصحة.
المصادر نفسها قالت ان عباس زكي لم يحمل رسالة خطية، او حتى شفهية، واقتصر دوره على جس نبض القيادة السورية حول هذه المسألة.
وكان لافتا ان الرئيس السوري بشار الاسد وفي مقابلة مع صحيفة “الاخبار” اللبنانية لم يهاجم مطلقا دولة قطر، ولا قناة “الجزيرة” كعادته في معظم لقاءاته الصحافية، واقتصر هجومه فقط على المملكة العربية السعودية.
ولا تستبعد المصادر نفسها ان يأتي هذا الانفتاح القطري الخجول والمتدرج تجاه سورية نكاية بالمملكة العربية السعودية التي اخرجت دولة قطر من ملف المعارضة في سورية الى المقاعد الخلفية، ولعب الامير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية دورا رئيسيا في هذا الصدد.
الامير بندر بن سلطان لا يكن كثيرا من الود لدولة قطر، واُثار غضب المسؤولين القطريين عندما نقلت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” قوله انها عبارة عن 300 شخص ومحطة تلفزيون وهذا لا يصنع دولة. وانتظر المسؤولون القطريون اعتذارا منه عن هذا الكلام ولكنه لم يعتذر ولم ينف شخصيا صدور مثل هذا الكلام عنه، وجاء النفي عبر مصدر سعودي مجهول.
صحيفة “مشهد قدس″ اون لاين الايرانية المقربة من السلطات في طهران والتي تصدر عن مؤسسة القدس الثقافية قالت في تعليق لها ان القيادة السورية ترحب بأي تقارب او حتى تطبيع للعلاقات مع دولة قطر وعودتها الى سابق عهدها، وبما يؤدي الى زيادة عزلة المملكة العربية السعودية.
القيادة السورية التي تشعر انها خرجت من عنق الزجاجة بعد ان اصبحت الجماعات الجهادية مصدر الخوف الاكبر لامريكا وروسيا معا، مما خفف الضغط عليها، مضافا الى ذلك استعادتها للعديد من القرى التي خسرتها في ريف دمشق وحلب في الايام الماضية، باتت تعطي مساحة اكبر للعملين السياسي والدبلوماسي.
قطر وسورية تلتقيان حاليا على ارضية واحدة وعلى العداء للسعودية، واذا حدث تقارب فسيكون لهذا السبب، ولخص دبلوماسي سوري الموقف ضاحكا: “عدو عدوي صديقي”!