رفض السعودية دخول مجلس الامن فاجأ الامم المتحدة.. واثار انتقاد روسيا وباريس تشاطر الرياض “احباطها”
نيويورك ـ موسكو ـ باريس ـ انقرة ـ (ا ف ب) – (يو بي ىي) ـ شكل رفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الامن سابقة فاجأت عددا كبيرا من الدبلوماسيين في المجلس.
وطرح عدد منهم الجمعة فرضية تراجع المملكة عن قرارها الذي لم يبلغ الى المجلس رسميا.
وقال دبلوماسي في المجلس “انه امر غير متوقع تماما، ولقد بحثنا جميعا في سجلات المجلس لايجاد سابقة فلم نجد”. واضاف ان ترشيحا الى المجلس “يستغرق سنوات من الاستعداد”، وهذا ما يجعل خطوة الرياض بالتالي مفاجئة.
ولأن انتخاب الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس يتم على قاعدة اقليمية، فاذا ما تمسكت السعودية بقرارها، يعود للمجموعة العربية في الجمعية العامة ايجاد مرشح جديد يفترض ان يوافق عليه اعضاء الجمعية خلال عملية تصويت، كما حصل لدى اختيار الرياض الخميس.
واعتبر دبلوماسي آخر انه “قد يحصل انتخاب جديد لكن من الممكن ايضا اقناع الرياض بتغيير موقفها”.
وذكر بأن “الحكومة السعودية ابدت في الاسابيع الاخيرة قلقها الصريح في شأن سورية والمسألة الفلسطينية”. وتعرب الرياض ايضا عن قلقها من التقارب الحاصل بين البلدان الغربية الاعضاء في المجلس وخصوصا الولايات المتحدة وايران.
ومن جهتها انتقدت روسيا الجمعة قرار السعودية رفض دخول مجلس الامن الدولي، ووصفت الحجج التي قدمت في هذا الاطار في خضم الازمة السورية بأنها “غريبة جدا”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية”، مضيفة ان “حجج المملكة تثير الحيرة. ان المآخذ على مجلس الامن في اطار الازمة السورية تبدو غريبة جدا”.
واضاف البيان ان “المملكة العربية السعودية بقرارها اخرجت نفسها من الجهود المشتركة في اطار مجلس الامن للحفاظ على السلام والامن الدوليين”.
ومن باريس اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة تعليقا على رفض الرياض عضوية مجلس الامن، ان فرنسا تشاطر العربية السعودية “احباطها” ازاء شلل مجلس الامن في مواجهة الازمة في سورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “نشاطر (المملكة) احباطها امام شلل مجلس الامن، الا ان لدينا بالتحديد للرد على ذلك اقتراحا اصلاحيا لحق الفيتو”.
كما اعتبر الرئيس التركي عبد الله غول الجمعة أن الامم المتحدة قد فقدت سمعتها بشكل ملحوظ مع صمتها تجاه النزاعات الحاصلة في العالم، وقال إنه ينبغي احترام رفض السعودية عضوية مجلس الأمن.ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن غول قوله تعليقاً على رفض السعودية قبول عضوية مجلس الأمن، يبدو أنها أرادت لفت انتباه العالم عبر قيامها بذلك، مضيفاً “إنهم اتخذوا القرار وعلينا احترامه”.وقال إن “الأمم المتحدة قد فقدت سمعتها بشكل ملحوظ مع بقائها صامتة تجاه النزاعات في العالم”.
وكانت الخارجية السعودية اعلنت الجمعة اعتذار المملكة عن قبول عضويتها في مجلس الامن غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، وذلك بسبب “ازدواجية المعايير” في المجلس وفشله خصوصا بحسب الخارجية في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل الشرق الاوسط خاليا من اسلحة الدمار الشامل.
وذكر بيان رسمي للخارجية ان “آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب”.
واعتبر البيان ان هذا الواقع ادى الى “استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم”.
واشارت الخارجية خصوصا الى “بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاما” معتبرة ان ذلك نجم عنه “عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين”.
كما اشارت الى “فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية”، في اشارة ضمنية الى اسرائيل وايران.
كما شددت الخارجية السعودية على ان “السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته”.
وتعد السعودية من اهم الداعمين للمعارضة السورية.
واكد بيان الخارجية ان المملكة العربية السعودية “وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين”.
وانتخبت السعودية الخميس للمرة الاولى عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي.
وفازت السعودية بالمقعد الى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا التي انتخبت ايضا اعضاء غير دائمين في مجلس الامن.
وانتخبت هذه الدول الخمس من قبل اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة لدورة من سنتين تبدأ في الاول من كانون الثاني/يناير 2014.
ونالت السعودية 176 صوتا من اصوات الدول الاعضاء ال193.
وياتي قرار السعودية بعد ان رفض زير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول/سبتمبر، التحدث من على المنصة احتجاجا على عدم تحرك المجلس في الشأن السوري والاراضي الفلسطينية، في ما اعتبر حينها علامة استياء واضحة من المملكة.