إسرائيليون يحتجون على قرار حكومتهم الإفراج عن 30 من جثامين لفلسطينيين محتجزة في “مقابر الأرقام” منذ سنوات طويلة
احتج أهالي القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية على قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بالإفراج عن 36 من جثامين قتلى فلسطينيين، نفذوا عمليات ضد أهداف إسرائيلية، بحسب “يديعوت أحرنوت”.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة، إن “أسر القتلى الإسرائيليين احتجت بشكل واضح على نية الحكومة الإسرائيلية تسليم جثامين قتلى فلسطينين من مقابر سرية لذويهم” .
وكانت صحيفة “معاريف” قد ذكرت أمس، أن السلطات الإسرائيلية قررت الإفراج عن أكثر من 30 من جثامين فلسطينيين، محتجزة في “مقابر الأرقام” منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى أنه تم تحديد 7 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل موعداً لتسليم الجثامين للجانب الفلسطيني.
وبينت “معاريف” نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن من بين الجثامين الـ 30 التي سيُفرج عنها، ثلاثة جثامين لقتلى من فلسطينيي عرب الأراضي المحتلة عام 1948.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإفراج عن الجثامين يأتي “استجابة من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، لطلب المحكمة العليا بالإفراج عن الجثامين بناء على الالتماس الذي تقدمت به عوائل القتلى”، حسب تعبيرها.
ومقابر الأرقام هي عبارة عن إسم رمزي لمجموعة كبيرة من المقابر السرية التي أنشأتها إسرائيل من أجل دفن جثث الضحايا، والأسرى الفلسطينيين بها.
وسميت بهذا الإسم لأن كل قبر منها يحوي على رقم خاص به لا يتكرر مع آخر، وكل رقم من هذه الأرقام دال على ضحية معينة، ويرتبط رقم قبره بملف عن المدفون وحياته مع السلطات الإسرائيلية.
واعتبرت أسر القتلى الإسرائيليين، أن الإفراج عن القتلى الفلسطينيين بمثابة “قتل لأبنائهم مرة أخرى، والتنكيل بهم”، بحسب “يديعوت أحرنوت”.
ووفقاً لـ”يديعوت أحرنوت”، فإن “قائمة القتلى الفلسطينين المنوي الإفراج عنها، جاء إقرارها، بعد قرارات المحاكم الإسرائيلية، التي أقرت للأسر الفلسطينية تسلم أبنائها” .
وتوقعت الصحيفة أن يتم تسليم الجثامين ما بين الخامس، والسابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وعن تفاصيل قائمة المنوي الإفراج عنهم، قالت الصحيفة، إن “إسرائيل أقرت الإفراج عن الشقيقين، والقياديين في حركة حماس، عماد، وعادل عوض الله، بالإضافة إلى منفذة عملية تفجيرية في مدينة القدس، آيات الأخرس، قبل عدة أعوام، وكذلك جثامين منفذي عملية مستوطنة “عموئيل” التي قتل فيها أربعة إسرائيليين، وهما أحمد الفقيه، ومحمد شاهين من بلدة “دورا” بالخليل جنوب الضفة الغربية .
كما تضم القائمة-بحسب الصحيفة الإسرائيلية- محمد القواسمي أحد عناصر حركة حماس، ومنفذ عملية “حافلة 37″ في مدينة حيفا في شهر مارس/آذار عام 2003، والتي قتل فيها 17 إسرائيلياً ، إلى جانب عز الدين المصري الذي قتل 15 إسرائيلياً في مدينة القدس عام 2001.
وفي تصريح له أمس، وصل الأناضول نسخة منه، قال وزير الشؤون المدينة في السلطة الوطنية الفلسطينية،حسين الشيخ، إن “ السلطة لم تتلق خبراً رسمياً عن نية إسرائيل الإفراج عن جثامين شهداء فلسطينيين” .
وقال شقيق الشهيدين عوض الله ، عامر عوض للأناضول، إن “الإفراج عن جثامين الشهداء سمعناه اليوم من قبلكم، لكن يوجد لدينا قرار من المحكمة الإسرائيلية من سبع سنوات، يأمر الجيش الإسرائيلي بتسليم جثامين أشقائي خاصة أنهما استشهدا في العام1999م”.
وأفرجت إسرائيل في 31 مايو/أيار من العام الماضي عن رفات جثامين 91 فلسطينياً، في حين ما زالت تحتجز 288 جثماناً لفلسطينيين منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967، منها 261 موثقة بشكل كامل لدى “الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء”، و27 في طور الانتهاء من التوثيق الكامل لها، في حين لا يعترف الجانب الإسرائيلي سوى بـوجود 88 جثماناً لديه، بحسب سالم خلة، منسق حملة استرداد الجثامين.
(الأناضول)