“مذكرات لاجئ صغير”.. أطفال سوريون لاجئون في لبنان يصورون حياتهم
احتل كتاب “مذكرات لاجئ صغير” الذي شارك بإعداده 21 طفلاً سورياً يعيشون في منطقة بعلبك (شرق لبنان)، حيزاً كبيراً من حفل افتتاح مهرجان “جنى الدولي السابع لسينما الأطفال والشباب”، والذي انطلق في العاصمة بيروت مساء الثلاثاء.
وفي باحة مسرح “المدينة” في بيروت، تجمهر الأطفال الـ21 المشاركين في إعداد الكتاب، ليشرحوا للحاضرين بعضاً من إنجازاتهم في مجال الكتابة والتصوير والجهد الذي بذلوه في إنجاز الكتاب.
ويحوي كتاب “مذكرات لاجئ صغير” على صور التقطها الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان إضافة إلى رسومات رسموها، مع عبارات توضيحية كتبوها حول مناسبة التقاط أو رسم تلك الصور والرسومات، ويقع الكتاب في 66 صفحة ملونة، من القطع المتوسط، وتم توزيع عشرات النسخ مجاناً على حضور المهرجان.
ويتوزع أكثر من مليوني لاجىء سوري نصفهم من الأطفال على البلدان المحيطة لسوريا وبالتحديد لبنان وتركيا والأردن، ويستقبل لبنان العدد الأكبر منهم مع تسجيل مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في آخر إحصائية لها تواجد 795 ألفاً، وتأكيد السلطات اللبنانية أن العدد الإجمالي تخطى المليون و100 ألف.
وقالت آمنة ضبة (14 عاماً)، التي هربت من منطقة الزبداني بريف دمشق (جنوب سوريا) قبل عامين بعد تدهور الأوضاع الأمنية فيها، “أحببت المشاركة في الكتاب لاسترجاع ذكرياتي الجميلة في بلدي الأم”.
وفي تصريح لمراسلة “الأناضول”، أوضحت ضبة أنها لجأت للنزوح مع عائلتها إلى منطقة بعلبك بلبنان بعد تأزم الأوضاع في مدينة الزبداني المحاذية للأراضي اللبنانية، وقد حاولت من خلال مشاركتها في الكتاب أن تظهر للعالم “بعضاً من المعاناة التي نعايشها بعيداً عن بلدنا منذ حوالي عامين، بالاضافة الى استرجاع بعض من ذكرياتي السابقة في بلدي”، على حد قولها.
وشكت الطفلة السورية من “معاملة سيئة” يتعرض لها اللاجئون السوريون، قائلة “هناك من يصرخ في وجهنا ويتكلم معنا بطريقة بشعة”.
ومن ضمن ما كتبت ضبة من خلال مشاركتها في الكتاب “إسمي آمنة، عمري 14 سنة، من سورية من منطقة اسمها الزبداني، أحب أن أرجع إليها، هوايتي الفنون، والتصوير والسباحة، أتينا إلى لبنان عند بيت جدي، لأنّه كان هناك قصف عندنا”.
من جهة أخرى نظّم القائمون على المهرجان، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، خلال حفل الافتتاح معرض صور فوتوغرافية التقطها أطفال سوريا اللاجئين في لبنان، عكست جوانب هامة من حياة اللجوء التي يعيشونها منذ أكثر من عامين.
الطفل فادي كحيل (12 عاماً) من مدينة الزبداني أيضاً، أحب أن يمثّل حادثة حصلت معه في صورة التقطها، حيث يقول إنه كان يدرس في منزل جده الواقع في بعلبك، ووضع الكتاب على رأسه بعد أن يأس من فهم الدرس إلا أن أخته جاءت وشرحته له، فعمل على التقاط صورة له ولأخته، وهو يضع الكتاب على رأسه في حين تتصفح أخته كتاباً آخر بيدها.
وفي تصريح للأناضول، أشار كحيل إلى أن صورته وضعت داخل كتاب “مذكرات لاجئ صغير”، إضافة إلى مشاركتها في المعرض، وهو يقول بكل ثقة أن مشاركته بالمهرجان غايتها إيصال فكرة مهمة جداً للعالم، إننا “أطفال لاجئون ومع ذلك نجحنا في إصدار كتاب خاص بنا”، حسب تعبيره.
في سياق متصل، أعلن هشام كايد المسئول عن تنظيم مهرجان “جنى” السينمائي في دورته السابعة، الذي اختار له المنظمون عنواناً لهذه الدورة “التنوع يغنينا”، أن الهدف الأساسي منه “بناء جسور وتعزيز الروابط بين الثقافات المختلفة”.
وفي تصريحه لوكالة “الأناضول”، قال كايد أن “هنالك 56 فيلماً من 26 بلداً مختلفاً تشارك هذا العام في المهرجان”، مشيراً إلى أنّه سيتم عرض مجموعة من الأفلام الروائية والتسجيلية، إضافة إلى الرسوم والدمى المتحركة لـ”سينمائيين صغار وشباب” لم تتعد أعمارهم 18 عاماً، إلى جانب الأفلام المشاركة الموجهة للشباب والأطفال.
ويشارك في المهرجان الذي ينظّم كل عام، عدد من البلدان على رأسها (لبنان، سوريا، فلسطين، اليمن، إسبانيا، الأردن، البرتغال).
وتطرح الأفلام المشاركة في دورة هذا العام، والتي بدأ عرضها منذ مساء أمس ويستمر حتى 30 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، موعد انتهاء المهرجان، قضايا اجتماعية متنوعة، كما سيتم اختيار الفيلم الفائز من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من شباب وأطفال.
يُذكر أن كتاب “مذكرات لاجئ صغير”، ومعرض الصور، إضافة إلى المهرجان يرعاه مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية “جنى”، ووكالة “Mercy corps”، وهي وكالة عالمية تقدم المساعدات للمجتمعات التي تشهد نوعاً من الصدمات والصراعات والكوارث، بدعم من مؤسسة اليونيسيف.
و”جنى” هي مؤسسة أهلية غير حكومية أو ربحية تهدف لمواجهة التهميش للمجتمعات الفقيرة في لبنان كما تساهم بنشر الثقافة في المجتمع.