قال موسى العبد اللات محامي التيارات الإسلامية في الأردن، اليوم السبت، إن 77 مقاتلاً أردنياً موثقين بالأسماء قتلوا داخل الأراضي السورية، منذ بداية الأزمة المندلعة في الجارة الشمالية في مارس 2011.
وفي تصريحات خاصة لوكالة “الأناضول”، أوضح العبد اللات أن عدد المقاتلين الأردنيين، الذين قتلوا في سوريا منذ بداية الثورة في مارس2011 ، وحتى اليوم بلغ 77 مقاتلاً موثقين بالأسماء، ومعظمهم “استشهدوا”، وهم يقاتلون قوات النظام السوري تحت لواء جبهة “النصرة”.
وكان القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي في الأردن، محمد الشلبي، المعروف بأبي سياف، أعلن في تصريحات سابقة للأناضول، بأن “عدد الشهداء الأردنيين في سوريا يقارب المئة، وأن الأخبار التي ينقلها النظام السوري عن مقتل أعداد كبيرة من المقاتلين الأردنيين في سوريا، كلام غير صحيح ، وهي أسماء وهمية وغير موجودة، والهدف منها محاولة زج الأردن في الصراع السوري بشكل رسمي، والتبرير للأمريكان بأنهم إرهابيون”، على حد قوله.
وأشار المحامي إلى أن عدد المقاتلين الأردنيين داخل الأراضي السورية لا يقل عن 1500 مقاتل يقاتل معظمهم مع “النصرة”، و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهما تنظيمان يتبعان لتنظيم “القاعدة” المدرجة على لوائح الإرهاب الدولية، نافياً ما أعلنته بريطانيا مؤخراً عن وجود 6 آلاف مقاتل أردني في سوريا، واعتبر ذلك محاولة لتضخيم الدور الخارجي في الصراع الدائر في سوريا، وإخفاء الدور الحقيقي للجيش الحر، والكتائب الإسلامية في محاربة النظام.
وأفادت دراسة أجراها المعهد البريطاني للدفاع «آي.اتش.اس جينز»، ونشرت صحيفة «ديلي تلغراف» مقتطفات منها، سبتمبر/ أيلول الماضي، بأن نحو 6 آلاف أردني يقاتلون في سوريا، قتل منهم أكثر من 285 عنصراً، في حين أن 120 آخرين مصيرهم مجهول.
وحول خبر مقتل أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة “النصرة” الذي أعلنت عنه وسائل إعلام النظام السوري، أوضح العبد اللات أن النظام السوري لا يعرف الاسم الحقيقي أو شكل الجولاني، وهو معروف فقط من قبل بعض القيادات في التنظيم ويتنقل بشكل سري، لافتاً إلى أن ترويج النظام لمقتله هي محاولة لإضعاف معنويات معارضيه.
وأعلن النظام السوري، مساء الجمعة، عن مقتل أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة “النصرة”، وذلك بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قبل أن تتراجع، وتقوم بإلغاء الخبر.
ورأى العبد اللات، أن جبهة النصرة لا توجد لديها أية مشكلة في نشر خبر استشهاد أي مقاتل أو قائد فيها، حيث أعلنت بداية العام الجاري عن مقتل مفتي الجبهة رياض هديب، (أردني الجنسية)، في سوريا على يد قوات النظام.
وكانت السلطات الأردنية قد ألقت القبض على العشرات من منتسبي التيار السلفي الجهادي، أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود إلى داخل الأراضي السورية.
ويزيد طول الحدود الأردنية السورية على 375 كم، ويتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، ما يجعل مهمة السيطرة على عمليات التسلل والتهريب صعبة في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها الجارة الشمالية للأردن.