ويقول زاركون: "أنه شكل مرن من الإسلام، وهو ذو رؤية مقبولة، ويشكل التصوف عاملاً أساسياً في التصدي للتشدد الإسلامي في الولايات المتحدة وأوروبا، مقدماً نفسه على أنه أداة لمكافحة التطرف".
والتصوف مذهب عرفاني في الإسلام، يسعى إلى تحسين العلاقة بين المرء ونفسه، وبينه وبين ربه، ولاسيما من خلال التأمل، أكثر من البحث في المحرمات والمباحات.
ويعرف عن الطريقة النقشبندية أنها من أكثر الطرق صرامة، بسبب التزامها الشديد بأحكام الشريعة الإسلامية.
انتشار الأتباع لكن الشيخ ناظم يقود طريقة أقل صرامة، هي الطريقة النقشبندية الحقانية، التي ينتشر أتباعها في أوروبا والولايات المتحدة، وينشطون كثيرا على صفحات الإنترنت.
وتقول المترجمة الإيطالية المصرية جيهان رجب التي قررت ترك عملها المرموق في الأمم المتحدة لتكون من مريدي الشيخ ناظم: "إن التصوف يجلب لي شعوراً بالرضا لم ألمسه من قبل، لا من خلال عملي ولا من خلال حياتي الشخصية".
وتضيف السيدة الأربعينية التي قررت منذ ثلاث سنوات، أن تستقر إلى جوار الشيخ ناظم في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص الذي تحتله تركيا: "في البدء، كان من الصعب على عائلتي أن تتفهم هذا القرار، لكني كنت أبحث عن شيء أكثر أهمية، مما نفعله في عملنا وحياتنا اليومية".
وتقيم جيهان بالقرب من منزل مشترك يستقر فيه العشرات من مريدي الطريقة النقشبندية الحقانية، يتشاركون فيه أعمال الزراعة والمهمات المنزلية، إلى جانب عائلة الشيخ ناظم.
وبين الحين والآخر، يخرج الشيخ ناظم على كرسيه المتحرك ليقول على مسمع المريدين بعض الأدعية والحكم. لكنه لم يعد قادراً على أن يؤمهم في الصلاة.
البيت المفتوح في بيت الشيخ كاظم، يرحب أهل هذا الدار بزوارهم، فالباب مفتوح دائماً على مصراعيه، والزوار مدعوون دائماً إلى المشاركة في إحدى الوجبتين اليوميتين اللتين تقدمان في أروقة المنزل، بين المريدين والزوار وأصحاب الحاجات، لا تتوقف الحركة ولا تهدأ.
وفي أحد الأيام، يتقاطر إلى مسجد الشيخ ناظم زوار من ألمانيا وإيطاليا وسويسرا وروسيا وباكستان والولايات المتحدة وتركيا وقبرص، يؤدون الصلاة ثم يستمعون الى خطبة حول "الحب الحقيقي"، وهو حب الله.
ويقول نجل الشيخ ناظم وخليفته في قيادة الطريقة الشيخ بهاء الدين: "لدينا هنا أشخاص مسلمون، وآخرون اعتنقوا الإسلام".وأدى الشيخ بهاء الدين الخطبة باللغة الانجليزية، وعزز معانيها بالأمثال والطرائف.
ويضيف بهاء الدين: "نحن نعد الجماعة الأكثر نشاطا في أوروبا، وخصوصا في لندن، إضافة إلى إسطنبول ولوس انجليس وميتشيغان". لكنه يرفض تقدير أعداد مريدي الشيخ ناظم، لأنه لا إحصاءات حقيقة حول ذلك.
ومن أتباع هذه الطريقة الشيخ هشام قباني الذي ينشط في الولايات المتحدة منذ التسعينات. وأسس في العام 2005، مجلساً للمسلمين الصوفيين أثر تفجيرات لندن، هدفه "رفع صوت الأكثرية الصامتة من المسلمين المعتدلين"، بوجه التشدد الديني.
ولدى الشيخ ناظم العديد من المنشورات عن تعاليمه، ولديه مراكز في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لنجله بهاء الدين، فأنه يحب فلسفة والده لأنها تضع الحب على رأس قائمة الاولويات.