قالت جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية في افتتاحيتها الخميس 31-10-2013 إن مصر تنزلق نحو الديكتاتورية والحكم العسكري تدريجياً، وذلك بعد أربع شهور من الانقلاب العسكري الذي نفذه الفريق عبد الفتاح السيسي وأطاح فيه بالرئيس المنتخب محمد مرسي.
وتقول الافتتاحية إنه خلال الساعات القليلة الماضية أكمل الانقلابيون في مصر اعتقال قيادة الاخوان المسلمين، بالقاء القبض على آخر رموزها وهو الدكتور عصام العريان، في الوقت الذي أحالت فيه النيابة العامة المذيع التلفزيوني الساخر باسم يوسف الى التحقيق، وهو ما كان معارضو مرسي أنفسهم ينتقدونه عندما أحيل يوسف ذاته الى التحقيق خلال فترة حكم مرسي.
وتستعرض الافتتاحية العديد من المؤشرات على الانزلاق الى الديكتاتورية في مصر حيث تقول إن الحكومة تضع اللمسات الأخيرة أيضاً على قانون يقيد التظاهرات، وقانون آخر يقيد عمل المنظمات غير الحكومية، ويحظر ان تتلقى تمويلاً من الخارج، ما يعني أنه “يقطع شريان الحياة لغالبية هذه المنظمات التي تشكل مؤسسات المجتمع المدني”.
وتنتهي الصحيفة الى القول: “إن الجنرال السيسي يرتكب خطأ كبيراً اذا اعتقد بأن الشعبية التي يتمتع بها حالياً في مصر يمكن أن تؤمن له الاستقرار. يجب أن يتذكر بأن ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك غيرت الكثير في المجتمع المصري، وخاصة الشباب الذين يتوجب على الفريق السيسي أن يفتح لهم الطريق من أجل المشاركة السياسية”.
وتنتهي الصحيفة الى التحذير من أن الاستمرار في الوضع الراهن بمصر سوف يؤدي الى “مزيد من التطرف الاسلامي، وسوف يفتح الباب أمام عصر كارثي جديد تعيشه مصر”.