مركز كارنيجي: السعودية تسعى لبناء جيش وطني جديد للمعارضة السورية

وأوضح المركز أن الجماعات المتمردة التي تعيد تنظيم صفوفها كي تتلقى الدعم السعودي تدعي أنها تتبنى إيديولوجية من المفترض أنها إسلامية "وسطية".
وقال أحد أبرز الباحثين في مؤسسة كارنيجي يزيد صايغ، إن هذا المسعى السعودي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاستقطاب في صفوف المتمردين، ومن المحتمل أن يكون قادة المعارضة المعترف بها حاليا (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر) أول الخاسرين.
وأضاف أنه في آخر اجتماع لمجموعة الدول الـ"11" الأساسية ضمن مجموعة أصدقاء سورية، عقد في أكتوبر الماضي، دعت المجموعة والتي تشارك المملكة العربية السعودية في عضويتها، التحالف الوطني إلى الالتزام بتمثيل المعارضة السورية في مؤتمر "جنيف-2" للسلام المقرر عقده في نوفمبر الجاري، غير أن العديد من تحالفات المتمردين الجديدة، بما فيها تلك التي تتلقى الدعم السعودي المكثف، سحبت اعترافها بالائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى، أو هددت بذلك، ردا على استعدادهما المفترض لحضور المؤتمر.
وحذر الباحث من أنه ما لم يلتزم المتمردون الذين تدعمهم السعودية باستراتيجية سياسية متفق عليها ويتقبلوا فكرة أن يمثلهم الائتلاف الوطني، فمن المرجح أن يعانوا من انعدام القدرات والتماسك مثلما هو حال من يسعون إلى أن يحلوا محلهم.
وقال إنه يبدو أنه تمت مناقشة الخطة، على الأقل في خطوطها العريضة، من جانب وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، الذين التقوا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في سبتمبر الماضي، الذي أسفر عن اتفاق على "تكثيف الدعم الدولي للمعارضة الديموقراطية بهدف تمكينها من مواجهة الهجمات التي يشنها النظام".
وأضاف أن وفدا سعوديا رفيع زار باريس بعد شهر من اللقاء للتفاوض على عقود لتسليح وتجهيز كل من الجيش السوري الحر والجيش الوطني الجديد.
ومن أبرز المجموعات الجديدة التي تتلقى تمويلا من الحكومة السعودية، على حد قول الباحث "جيش الإسلام"، الذي تشكل في سبتمبر من 43 لواء وكتيبة متمردة في ريف دمشق تحت قيادة محمد زهران علوش، قائد لواء الإسلام المحلي (العمود الفقري لجيش الإسلام)، ومع أن "جيش الإسلام" نفى تقارير صحفية تحدثت عن أنه يحظى برعاية سعودية، فإن هدفه المعلن المتمثل في "توحيد جهود جميع الفصائل وتشكيل جيش رسمي"، تزامن تماما مع الهدف السعودي.