عباس زكي: لم ننقل رسالة من أي طرف وزيارتي لدمشق فلسطينية بإمتياز والرئيس بشار إستمع لنا بإصغاء
نفى القيادي في حركة فتح عباس زكي أن يكون قد تطرق أثناء زيارته الاخيرة الى دمشق لملف العلاقات القطرية السورية أو السورية مع أي طرف عربي آخر مشيرا لأن هذه الزيارة كرست لهدف واحد فقط ويتيم وهو هدف فلسطيني وطني يخص أوضاع الفلسطنيين في سوريا .
وشدد زكي في تصريح لـ”رأي اليوم “على أن الرئيس محمود عباس وخلافا لما نشرته احدى الصحف اللبنانية لم يكلفه بنقل رسالة او شبه رسالة الى الرئيس السوري من أمير قطر او من اي جهة عربية اخرى معتبرا ان التقارير الاعلامية التي اشارت لذلك تصطاد في المياه العكرة فقط .
بنفس الوقت شدد زكي على ان زيارته الاخيرة لدمشق لم تتطرق ايضا لموضوع العلاقات السعودية السورية او الامريكية السورية نافيا في الوقت نفسه الشائعات التي تتحدث عن انتقاده للسعودية او لموقفها اثناء زيارته لدمشق .
والدليل انه رافق رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور في رحلة حج الى الاراضي المقدسة في السعودية .
وشرح زكي انه تلقى دعوة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج وانه حظي باستقبال محترم جدا وقابل مسؤولين سعوديين وهو استقبال يؤشر على احترام المملكة السعودية للشعب الفلسطيني ملمحا لأن هذا الاستقبال الدافىء دليل يدحض ما تطرقت له الشائعات المشار اليها .
عباس زكي زار دمشق والتقى الرئيس بشار لأكثر من ساعة ونصف كما التقى ميدانيا بعلي مملوك رئيس جهاز الأمن الوطني وبرستم غزالة وبنخبة من كبار المسؤولين السوريين .
وتحرك زكي الى دمشق اصلا في اطار تكليف من الرئيس محمود عباس وبعد اتصال هاتفي ما بين عباس والمفتي العام في سوريا احمد حسون .
وقال زكي : بدون مزاودات زيارتي من الالف الى الياء كانت وطنية فلسطينية بامتياز لا اكثر ولا أقل معتبرا ان الرئيس بشار استقبله مشكورا وكان ودوودا ومتفهما للمطالبات الفلسطينية التي تقدمت بها السلطة .
وتقدمت السلطة حسب عباس زكي بمطالب محددة من بينها تسهيل الأوضاع المعيشية الصعبة على المواطنين الفلسطينين في سوريا وتمكينهم من حرية التنقل ووقف قصف مخيمات اللاجئين بسب الضرر البالغ على المواطنين البسطاء جراء هذا القصف اضافة الى الافراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين بدون سبب وتحويل من ارتكب منهم جريمة على الارض السورية الى القضاء واعداد القوائم باسماء الطرفين .
تجاوب الرئيس بشار وفقا لشروحات زكي مع هذه المطالب حيث ابلغه الموفد الفلسطيني بان سورية كانت دائما وابدا تحترم الشعب الفلسطيني وبأن اوضاع اللاجئين في سوريا كانت هي الافضل طوال عقود وبان الوضع الصعب في سوريا الصامدة ينبغي ان لا يؤثر على الفلسطيين لانهم في النهاية لاجئون وتحت حماية الدولة السورية .
وحذر زكي في مداخلة معمقة له بالسياق من الاثار المترتبة على الوضع القانوني الدولي لصفة اللاجئين وعلى السياق الديموغرافي في حالة استمرار تشرد الفلسطيين جراء الأوضاع الصعبة في سوريا .
وقال زكي للرئيس بشار بان الفلسطينين في الاردن الهاربون من سوريا يتم التعامل معهم بفظاظة ويتم التعامل معهم بطريقة غير انسانية وبان الالاف منهم في لبنان وبأنهم يغرقون في عرض البحر الآن بحثا عن النجاة وهو وضع لا يرضي الدولة السورية معربا عن قلقه من آثار محتملة لهذا التشرد على الوضع القانوني لللاجئين وبالتالي حق العودة وقال بان سورية التي نعرفها لا علاقة لها الا بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابنة .
وطلب زكي من الرئيس بشار محاكمة من حمل السلاح ضد الدولة السورية من الفلسطينيين والافراج عن البسطاء الذين تم اعتقالهم على هامش الأحداث بدون جريمة كما طلب عدم أخذ اللاجئين كلهم بجريرة فرد او مجموعة حملت السلاح او انضمت للمعارضة .
ولذلك شدد زكي على ضرورة وقف قصف الجيش النظامي للمخيمات خصوصا وان الدمار هائل في مخيم اليرموك الذي تحول الى حارة صغيرة لكن الرئيس بشار ابلغه بان جيشه يرد على قصف الارهابيين من داخل المخيم مشيرا الى ان جماعات من الغرباء تتواجد في المخيمات , الأمر الذي دفع زكي للمطالبة بممرات آمنة حتى تصل المساعدات لمن تبقى من أهالي مخيم اليرموك العالقون وسط المعركة مستئذنا بامكانية اجراء حركة فتح لاتصالات مع المسلحين لتأمين ذلك .
وجرت بعض هذه الاتصالات فعلا بضوء أخضر من الرئيس بشار لكن المقاتلين الإسلاميين لم يلتزموا بها مما أدى لافشال مهمة ايصال مساعدات غذائية لمن تبقى في مخيم اليرموك والموقف هناك ميدانيا معقدا حسب عباس زكي لن الدولة السورية وافقت بأوامر من الرئيس بشار على كل مطالب السلطة الفلسطينية وتعهدت بانفاذها .
بهذا المعنى يؤكد زكي بأن زيارته كانت فلسطينية تماما في المنطلق والنقاشات والنتائج ساخرا من اي محاولات تذهب بعيدا في قراءة وتفسير هذه الزيارة .
ودار نقاش بين الرئيس الأسد وزكي حول ملف السلاح الكيماوي وألمح الأول الى ان تدمير الكيماوي مكلف جدا ويحتاج لمليارات غير موجودة وان الهدف من السلاح الكيماوي اصلا حماية النظام والأمن ودمشق العاصمة وهو هدف تحققه الآن وتلتزم به روسيا وحلفائها, الأمر الذي عزز استراتيجية تسليم المخزون الكيماوي .
في الوقت نفسه تحدث الأسد عن اولويات ميدانية فيما يتعلق باستعادة الاراضي التي قال ان الارهابيين متواجدون فيها حيث سيتم التركيز في المرحلة اللاحقة على توفير الأمن للقلمون وطرد المجموعات المسلحة من درعا في الوقت الذي بدا فيه الرئيس الاسد مطمئنا لان سوريا في طريقها لاستعادة عافيتها