يتنافس أهل المدينة…
يتنافس أهل المدينة المنورة، غربي المملكة العربية السعودية، وخصوصا العوائل المقتدرة منهم، خلال أيام إحياء ذكرى “عاشوراء” على تزيين موائد الإفطار بالقدر الذي تسمح لهم إدارة شئون المسجد بإدخاله.
وقد اعتاد عدد أهل المدينة المنورة، صيام أغلب أيام شهر محرم، الشهر الأول في التقويم الهجري، اقتداء بسنة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم وهو اليوم الذي قُبلت فيه توبة آدم أبو البشر، والذي شق النبي موسى فيه البحر إلى قسمين، وهو أيضا اليوم الذي خرج منه النبي يوسف من البئر، وهو اليوم الذي قتل فيه الإمام الحسين بن علي حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في معركة كربلاء، بحسب معتقدات دينية.
ويحرص العديد من أهل المدينة المنورة، التي تعتبر ثاني أقدس المدن لدى المسلمين، لاحتوائها على قبر الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، بالمواظبة على تناول الإفطار في المسجد النبوي الشريف خصوصاً في يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع ويوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم، واليوم الذي يسبقه، واليوم الذي يليه.
ويبدو المسجد النبوي في تلك الأيام، وكأنه في أحد أيام شهر رمضان المبارك، بسبب امتداد المئات من موائد الإفطار من بعد صلاة العصر في كافة أروقته وساحاته.
ويتنافس أهل المدينة، وخصوصا العوائل المقتدرة، خلال أيام عاشوراء بتزيين سفر الافطار بالقدر الذي تسمح لهم إدارة شؤون المسجد النبوي بإدخاله، مثل أنواع الخبز المشهورة في المدينة المسماة “الشريك” و”الفتوت”، وكذلك بلح المدينة المسمى “روثانا”، وأنواع التمر، والبهارات التي تشتهر في المدينة باسم “الدقة”، والقهوة العربية، وبالطبع ماء زمزم الذي توفره سلطة الحرم.
ولتلك الموائد أعراف تكونت عبر عشرات السنين، كما يوضح أسامة حكيم، المهتم بدراسة ثقافة المدينة المنورة، لوكالة الأناضول.<br/>ويقول حكيم، إن من أهم تلك الأعراف أن أماكن الموائد معروفة ومحجوزة لأشخاص وعوائل بعينها منذ عشرات السنين سواء خلال أيام شهر رمضان وجميع الأيام التي يسن فيها الصيام طوال العام”.
ويضيف “لا يمكن أن يأتي شخص اليوم ليضع سفرته في أي مكان في المبنى القديم للحرم، لأنه سيلاقي استهجانا ونقد من الجميع″.
ويشير حكيم إلى أنه من بين تلك الأعراف قيام أصحاب الموائد باستقبال زوار المسجد النبوي عند أبواب الحرم ودعوتهم للإفطار على مائدتهم.
ويوضح أن من أهم الأعراف لدى أصحاب تلك الموائد المحافظة على نظام ونظافة الحرم حيث يتعاون الجميع بلم السفر الممتدة آلاف الأمتار في دقائق، دون الاعتماد على عمال النظافة.
ويقول حكيم إن سبب إقبال أهالي المدينة على صيام يوم عاشوراء باعتباره يوم شكر لله عز وجل أن نجى فيه النبي موسى عليه السلام من فرعون وجنوده، وكان يهود المدينة يصومونه في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فحث المسلمين على صيامه وصيام يوم قبله أو يوم بعده، كما أنهم (المسلمين) يصومونه ويتقربون إلى الله عز وجل بالطاعات وإفطار الصائمين.
(الاناضول)