العين لا تعلو على الحاجب، وما احتجب الرجال الأشدّاء، إلا بعد أن قصرت كآبتهم على الرّعية دون الرّعاع..
ثلة من حكّام عربٍ، صاروا خرسا مكتئبين، لأنهم أحبّوا شعبهم بعنف، وأسندوا ظهره بلطف، في المحن والهُون، وعندما ترهّلت صحتهم، تكالب عليهم الغثّ، وتجرّأ الغثاء ، والفقاقيع!
فهذا عزيز الجزائر، وسلطان حريمها، وفحولها، يجد نفسه، وبعد عطاء الرخاء، وحبس الدماء، نفسه تعيسا كدرا، والدموع لا تغادر مقلتيه، ينصت وحيدا، كسيرا، لأنغام شجن الأسمر، ومصطفى كامل، وعاصي الحلاني..
“أنا الزمان هدّني، ولا حد بيودّني”،” يا ناكر المعروف”، “ألبوم صور”، فهكذا يردّ الزعماء المكائد!
الرجل الرمز، لم ينس الجزائر، وهو في عزّ غيبوبته،هذا ما أوردته بعض وسائل الإعلام المتحامل ، بوتفليقة فاجأ عائلته، ومقربين منه، بالسؤال، لا عن الفحوص ، ومخلّفات الجلطة، فتلك مشيئه الله ، ومحصّلة متاعب الأرض الطيبة، لكنه وبحسب نفس تلك المصادر المستهجنة، الناقمة،بادر وبيد واحدة ، مستفسرا، مستقصيا أخبار معشوقته الأبدية “الجزائر البيضاء”، و مبديا رغبته الجامحة ، في إكمال ما بدأه منذ مجيئه إلى قصر المرادية
مزيد من هموم الاعتلاء والامتطاء، لاستيفاء نذر العهود، وكلّ الوعود، بالقضاء على المرّاق والفسّاد، أنعم وأكرم!
حماس ثائرٍ، يقاوم العلل، ويجهد لاستئصال جحافل السلب والنهب، بأنفة ووطنية رائدة، ورغم العادة، وعبادة المكابدة، يخرج علينا اليوم، من يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع، وزبدة الأدب والثورة، في حركات استعراضية، ُينبئون ويتنبّأون، ويُسقطون علنا الرئيس، بسوء الكلام وشهادة الزور، لفرملة عجلة مسيرة التنوير، والتشجير، الموغلة في التاريخ الجزائري المعاصر!
وصدق من قال :” عندما يهرم الأسد، تغادر الأرانب جحورها، لتحيي سمر هزلٍ وقهقهة، لم تحلم بهما، والزئير يملأ الفضاء”
أديبة جزائرية، تصرّ على لياقة اللون الأسود بالجزائريين، رغم انتقادات المحبين، ابتعدت عن الجزائر دهرا ، واليوم ولحاجة في نفسها، تهاجم، وتتهجّم بكلام صالون ميّ زيادة ورهطها، فماذا نفهم؟ وكيف بالله عليكم نصدق من يزايد على جراحنا، ليكتب رواية أو ينظم شعرا..!
وللأمانة، نسرد ما جاء على اللسان، دون مواربة أو نقصان” جيل يتشكّل وعيه ، على فسيفساء جرمية، لكارثة منظورة، ولابد من المحاسبة، لأن ما سُرق حلم ، بولاء استبعد الكفاءة، وقدوة حسن التسيير، وقمم نبوغ الأداء، ولتمضي عرّابة غربة أحلامنا، في التنفيس، بإيحاء التنكيس والتكبيس، و تؤكد أن الإشتراكية هي الحلّ..!
ولأن الرسالة غير بريئة، فالأستاذة تتهم نظام السيد الرئيس، بالشمولية والانغلاق وأحادية الفكر، متناسية في سورتها، أن كل ذلك التوصيف،من أصل واحد، فتلك شيم الاشتراكية، التي يحرص عليها فخامته،ـ أعزه الله في زحمة ما يراد به من ذلّ وضلال ـ!
مجاهدة أيقونة، من الرعيل الأول ، كان عزيزنا أكثر المهتمين بصحتها، وأحوالها، بعد أن علقت بذاكرة النسيان، وتعلّقت بأرض المستدمر، أدلت بدلوها، وراحت تحضّ الشعب الأبيّ، على الخروج عن الوليّ، وتحكيم الشارع، ضدّ الرئيس… وفيتُ وفي بعض الوفاء مذلّة..!
مجاهدة أخرى، لا نعرفها، لم تخيّب هي الأخرى، حصاد مسعى شخصنة الموت “البوتفليقي”، أو “البوتسريقي”ـ في مسخرة نعوت كلّ من هبّ ودبّ، من حشر الأنف، وبسط الرجل، في سعة حرية التعبير، منحة بوتفليقة المفترى عليه ـ وراحت تسرد في إحدى الكتب النكرة المنكرة، شهادة كانت بحق ، وصمة خزي وعار، بعد أن انتفت كل وجه لحقيقة، أو احترام!
المجاهدة المذكورة، و كما أشاع المغرضون، تتقوّل، وتطعن، وتُنزل الرئيس المجاهد، مرتبة “كومبارس” الثورة، بل تتهمه صراحة، بالهروب من الواجب إلى حدود الجنوب الجزائري، حتى لا يُعدم، مقابل ما أسمتها “الخيانة”، والعمل لمصلحة أطراف معادية!
وتر وبتر، عن السياق العام المتفق عليه عالميا، بشواهد المعارك، ومعالم خطط الحرب، إلى مجرّد شماتة ، ونكاية، وتشفّي، كيف لا ، والإسم الحركي الثوري، للرئيس القائد” عبد القادر المالي”، الذي جاب رمضاء الصحاري، وشعاب الحواري، ُينكّل به، بزعم باطلٍ، يخدم أجندة فرنسا المتلهفة، لتشويه مسار نضال، وعلامات تعذيب واعتقال، لتثأر من رئيس جزائري، يصرّ على اعتذارها، ومقاطعة صفقاتها، إلى حين تجريم احتلالها الغاشم، وتعويض الخسائر البشرية والمادية، والأضرار المعنوية!
لا أحد من الجزائريين الأحرار، يُنكر يوميات المجازر الإجرامية الخطيرة، من وأد الأرحام، أصولا وبُعولا، و استباحة شرف المحارم، واللصوصية، واللاأمن، كباقي دول العالم ، المصنفة غنية ومتطورة، فهل هذه مسوّغات جادة، وموضوعية، ومهنية، لشنّ حملات التخوين والتهويل؟!
خيرُ خيارات الرئيس، هذه الأشهر والساعات، إنابة رجل صريح، مخلص، هيبته من السياسة، وألفاظه أغنت رصيد الدخلاء، الوصوليين، المبتدئين
رئيس وزراء الجزائر”سلّو” التابع، الأمين، يُفحم كل فاه مأجور، حاقد، ويذكّر في حلّه وترحاله، وبلغته الراقية، الشراذم و العتاريس، والكباش، و”ناناتهم”( الكلمة في قاموس سلّو الزمخشري هي جمع جدّة)، أن الرئيس باق، لا مجاملة، ولا حباّ في كرسيّ، ولكن لأنه وببساطة ، من ذوي كل الحقوق السياسية ، بعد أن مسح الإرهاب بكل أشكاله، وصان الخزائن، وبنى المدائن.
وحسب معهد”سلّو” للشفافية، ونظافة أيدي النظام الجزائري، فلا مؤشرات ملموسة، على فساد مالي مافيوي، و بالأدلة الموثقة، و في نفس الاتجاه، أكد المنتدى الإقتصادي العالمي فرع”سلّو ـ الهف” بالجزائر، أن نسبة البطالة، قفزت ولأول مرة، من30 % العام 2000، إلى 10% فقط حاليا!
هذا من نصدق، طبعا بعد فخامة الرئيس، والذي أثبت كل دلائل قدرته، على القيادة المظفرة،
وقف مصافحا، وجلس منصتا، واستوقف وزراء ومسؤولين سامين، ناصحا مدبّرا، بالصوت والصورة، ولم يتب البغاة، المصرّون، على أنه ميت سريريا، يعاوده الزهايمر، والجلطة، حتى لا يكاد يفرّق بين سلال، وسعيداني!
أطباء بلا حدود، لن ينفع معهم، إلا أن يقول كلّ الشعب كلمته، الحاسمة، الفاصلة، الحكيمة: متُ سيدي الرئيس واقفا، وكلنا نعشك!
حاج محلي