استنفار شبابي لبناني بعد خطاب لمسؤول في حزب الله عن لبنان “الجديد المقاوم ولا توجد به ملاهي ليلية”
أثارت دعوة مسؤول كبير في حزب الله، إلى إقامة لبنان جديد ينسجم مع وجود المقاومة ولا توجد به ملاهي ليلية، حفيظة عدد كبير من اللبنانيين خاصة الشباب منهم والناشطون الذين شنّوا حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مشبهين هذا الطرح باطروحات “الجماعات التكفيرية” التي يقول الحزب أنّه يحاربها داخل سوريا خوفا من امتدادها الى لبنان.
وجاءت هذه الدعوة في خطاب لرئيس كتلة حزب الله النيابية “محمد رعد” خلال مجلس للاحتفال بذكرى عاشوراء في جنوب لبنان الأربعاء الماضي تم تداول جزء منه بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال رعد في كلمته التي أثارت الجدل :”العصر الآن هو عصر المقاومة. إن الوجه الطبيعي للبنان الآن هو الوجه المقاوم… قبل زمن المقاومة كنا ننظر إلى الخريطة الدولية والسياسية والجغرافية ولم نكن نرى لبنان بسبب مساحته الصغيرة ولأنه لم يكن له دور، وكان تابعاً ومحل عقد صفقات، كان ساحة للملاهي الليلية والسمسرات ولنظام الخدمات وتمرير تبييض الأموال. هذا لبنان لكن الآن يجب اقامة لبنان الجديد الذي ينسجم مع وجود مقاومة فيه.”
وكان العشرات من الناشطين على موقعي التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك” بالمرصاد لحديث رعد، وشبهوه بأنه مثل دعوات “الجماعات التكفيرية” التي يحاربها حزب الله.
وكتبت الناشطة “سوسن نورالله” على صفحتها على “تويتر”:” بين خطاب تقطيع الأيادي والتلميح لمستقبل لبنان الذي يتلائم مع المقاومة وليس مع الملاهي الليلية، لم ألاحظ الفرق بين محمد رعد وتكفيريي داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام).”
وهدد “رعد” الاسبوع الماضي بقطع الأيدي، قائلا:” من أراد أن يتطاول على اللبنانيين ويجعل من لبنان جائزة ترضية لأحد في العالم فسنقطع يده قبل أن يصل إلى هذا الأمر”.
وكتب المدوّن “إبراهيم عرب” :”بعد كلام رعد وتلميحه عن مستقبل الحريات في لبنان ندعو كل طائفة للجم تكفيرييها أولاً”.
ووافق “ثائر غندور” على حديث “عرب”، وتساءل مستنكرا :”الذي سيفتتح ملهى ليلي أو يذهب إليه كم عدد الجلدات التي سيتلقاها؟”
أما “حسن مراد” فدافع عن وجود الملاهي الليلية قائلا إنّها “شرعية أكثر من سلاح حزب الله لأن مالكها استصدر ترخيصا لمزاولة النشاط من الدولة اللبنانية”.
وكان من الملفت أن رد مناصري حزب الله جاء محدودا نوعا ما. والأبرز كان من الناشط “أحمد ياسين” الذي رد على الحملة التي تعرض لها “رعد” والتي شارك فيها سياسيون لبنانيون منهم النائب عن حزب “القوات” اللبنانية انطوان زهرا الذي قال:”يتكلم رعد عن لبنانهم ونحن نقول له من الطبيعي أن يكون لبنانك غير لبناننا ولبناننا موجود لأن لبنانك ممنوع أن يتحقق، فلبناننا هو الشراكة والمقاومة اللبنانيّة التي ضحت بعشرات آلاف الشهداء كي نقول لا”.
وغرّد “ياسين” على تويتر ردا على زهرا قائلا:”من الطبيعي أن يكون لبنانك غير لبناننا لأن لبنانك حاجز المدفون (باشارة لزمن الميليشيات في الحرب الأهلية اللبنانية) وحكم الإخوان”.
وأوضح المستشار القانوني ومسؤول مرصد مؤسسة “مهارات”، المعنيّة بحرية الرأي والتعبير، طوني مخايل، بأن الناشطين اللبنانيين تحركوا بسرعة وبقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا الى أن من انتقدوا خطاب رعد ينتمون الى أحزاب وطوائف مختلفة، “ما يؤكد رفض قسم كبير من الشرائح اللبنانية تغيير الوجه الحضاري للبنان”.
وقال مخايل لوكالة “الأناضول”:”قد تلعب السياسة والتوجهات السياسية للناشطين دورا اساسيا بموقفهم من خطاب رعد لكن الكل أجمع على أن توجها مماثلا من قبل حزب الله قد يقضي تماما على السياحة اللبنانية وعلى مصدر عيش الآلاف من المواطنين.
(الاناضول)