حزب الله مستغلا أجواء التفجيرات: قضم بطيء للقلمون بعيدا عن “الضجيج”
في خضم التطورات الميدانية الجديدة الحاصلة على مستوى معركة القلمون السورية، التي بدأت في بلدة قارة، أو على مستوى الداخل اللبناني، حيث هزّ تفجير مزدوج منطقة الجناح في ضاحية بيروت الجنوبية، قرب السفارة الإيرانية، قالت مصادر ذات صلة بقيادة حزب الله، إن الحزب مستمر في قراره القتال في سوريا، وهو يخوض معركة القلمون وفق إستراتيجية جديدة تعتمد القضم البطيء والابتعاد عن الضجيج الإعلامي، مع توقّعه استمرار محاولة التفجيرات في مناطق لبنانية مختلفة.
وأفادت مصادر مطّلعة أن الإستراتيجية المتّبعة من قبل حزب الله في معركة القلمون تختلف عن تلك التي انتهجها في معركة القصير. وتشير إلى أن المعركة الحالية تتم بهدوء وبطء، وتعتمد على القضم التدريجي للقرى والمناطق، لا على الهجوم الصاعق والمباشر كما حصل في معركة القصير وريفها.
وتفيد المصادر عينها أن جغرافية منطقة القلمون الجبلية والواسعة على خلاف منطقة ريف حمص والقصير وريفها، تفرض تكتيكات عسكرية مختلفة، تعتمد على حصار كل قرية وبلدة على حدة ومن ثم إسقاطها من خلال الضغط المتواصل.
وعلى الصعيد السياسي والإعلامي، تقول المصادر نفسها إن “المعركة تعتمد على التعاطي الهادئ بعيداً عن الضجيج، وأن يُكتفى بالحديث عن نتائج المعارك دون مقدماتها، وهذا للتخفيف من الردود والضغوط الدولية والعربية، خصوصاً وأن العالم ينشغل حالياً بالمفاوضات الإيرانية-الدولية حول الملف النووي، وبالتحضير لمؤتمر جنيف-2”.
وبشأن تداعيات هذه المعركة في لبنان، ترى المصادر أنها “أقلّ بكثير ممّا كان متوقّعاً، وهي محصورة بملف النازحين السوريين على عرسال الذي يشكل ضغطاً على القوى السورية المعارضة وحلفائها ما يفرض عليهم الإسراع بإخلاء القرى وعدم المواجهة القوية”.
ورغم أن المصادر المطلعة لم تحدد مواعيد حاسمة لنهاية معركة القلمون، لكنّها أوضحت أن “المعركة ستحسم قبل مؤتمر جنيف وقبل حلول موسم الثلوج، حيث سيكون الوضع الميداني مريحاً، وحجم الخسائر أقلّ بكثير ممّا كان متوقعاً”.
خدمة العصر