60% من المصريين لم يتحدثوا مع أبنائهم عن الجنس خوفاً من انحرافهم

كشفت دراسة دولية أشرف عليها كل من مجلس السكان الدولي ومقره نيويورك ووزارة الصحة المصرية أن 60% من الآباء المصريين لم يسبق لهم تقديم معلومات صحيحة حول الثقافة الجنسية لأبنائهم، خوفاً من انحرافهم ، مما يعرضهم إلى الانخراط في سلوكيات ضارة تؤثر على صحتهم.
وقالت نهلة عبد التواب، ممثلة مجلس السكان الدولي بالقاهرة، إن “نسبة كبيرة من الشباب المصري يفتقر للمعلومات التي تخص الثقافة الجنسية، والصحة الإنجابية، ولا توجد خدمات صحية تقدم لهم هذه المعلومات، بالرغم من أن النشء والشباب في مصر في الفئة العمرية 10–29 عاماً 40 يمثلون 40 % من مجموع السكان أي حوالى 34 مليون نسمة من إجمالي ما يقارب الـ86 مليون نسمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر “السكان والتنمية في مصر: تحديات متوقعة وفرص متاحة” الذي عقد أمس الاثنين، في القاهرة ويستمر لمدة يومين، وينظمه المجلس القومي للسكان التابع لوزارة الصحة المصرية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بحضور مها الرباط وزيرة الصحة والسكان، و خايمي نادال ممثل عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهالة يوسف مقررة المجلس القومي للسكان بمصر.وأرجعت نهلة عبد التواب الأسباب التي تحول دون حصول الشباب على معلومات صحيحة عن الثقافة الجنسية هو عدم توافر الخدمات الصحية الخاصة بالشباب، وعزوف الأهل عن مناقشة هذه الموضوعات مع أبنائهم خوفاً من انحرافهم، بالإضافة إلى نقص المعلومات لدى الأهل والمدرسين ومقدمي الخدمة بقضايا الصحة الانجابية ، كما أن هناك اعتقاد مجتمعي خاطئ بأن تعريف الشباب بصحتهم الإنجابية يتنافى مع التعاليم الدينية والتقاليد الاجتماعية.
وأضافت أن الدراسة التي أعدها المجلس وحملت عنوان” كسر حاجز الصمت حول الصحة الانجابية للشباب في مصر” والتي جرت في آب/أغسطس الماضي، أكدت أن 3% فقط من الشباب المصري في المرحلة العمرية من 15إلى 29 سنة يعرفون الطرق الأربع لنقل العدوى بمرض الايدز، مما يعرض الشباب لخطر العدوى بهذا المرض.وفي هذا الإطار، أوصت عبد التواب بضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات المختلفة؛ الصحية والتعليمية والدينية والإعلامية، من أجل رفع وعى الشباب بصحتهم الإنجابية و تصحيح المفاهيم الخاطئة، بالإضافة إلى دمج معلومات عن الصحة الانجابية في المناهج التعليمية الخاصة بالمراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية بحيث تتناسب المعلومات مع متطلبات كل مرحلة عمرية مع تدريب المدرسين على كيفية تدريس تلك المناهج.
كما أوصت بضرورة دعم أولياء الأمور في توصيل المعلومات الخاصة بالصحة الإنجابية لأبنائهم عن طريق تزويدهم بالمعرفة والمهارات، وتقديم حزمة خدمات صحية متكاملة للشباب مع تفعيل خدمات ما قبل الزواج، وتدريب مقدمي الخدمة على مهارات التواصل مع الشباب، ودمج الموضوعات الخاصة بالصحة الانجابية للشباب ضمن معايير تقديم الخدمة.وقالت نهلة عبد التواب أن دراسة “كسر حاجز الصمت حول الصحة الانجابية للشباب في مصر” هي نتاج 6 أبحاث أعدها عدد من الباحثين الشباب في مصر استغرق 18 شهرا وتم تحت رعاية وزارة الصحة المصرية وبتمويل من مجلس السكان الدولي بهدف بناء قاعدة معرفية حول قضايا الصحة الانجابية والثقافة الجنسية للشباب، وكانت معظمها دراسات استكشافية من خلال طرح موضوعات وأماكن ومستويات اجتماعية مختلفة من أنحاء مصر.
من جانبه قال خايمي نادال ممثل عن صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن غياب المعلومات الكافية عن الصحة الإنجابية والثقافة الجنسية يؤدي إلى ارتفاع نسبة وفيات الأمهات.ولفت نادال إلى أن أكثر من 220 مليون امرأة ما زالت تعاني احتياجاتها من استخدام وسائل منع الحمل للمباعدة بين الولادات للحفاظ على صحتها، مما دفع الأمم المتحدة لوضع واحداً من أهدافها الإنمائية المحافظة على صحة الأم.
(الأناضول)