عمال نيجريون يشكون ظروف احتجازهم في السعودية

السعودية تحديا كبيرا متمثلا في كيفية ترحيل نحو مليون عامل غير قانوني. ومنذ بدء أكبر حملة أمنية تستهدف المخالفين لقوانين الإقامة من مختلف الجنسيات مطلع الشهر الجاري، تلاحق السعودية اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان….
تواجه السعودية تحديا كبيرا متمثلا في كيفية ترحيل نحو مليون عامل غير قانوني في أرجاء المملكة. ومنذ بدء أكبر حملة أمنية تستهدف المخالفين لقوانين الإقامة من مختلف الجنسيات مطلع الشهر الجاري (نوفمبر/تشرين ثان)، تلاحق السعودية اتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان.
خدمة الهاوسا في بي بي سي، الموجهة للناطقين بلغة الهوسا في شرق إفريقيا، تحدثت عبر الهاتف مع أحد العاملين النيجريين المخالفين في مكان احتجازه في منطقة بين مدينتي جدة ومكة.
يشكو الرجل المحتجز من أكثر من أسبوعين من ظروف احتجاز سيئة وغير إنسانية خاصة قلة الطعام والشراب.
يقول: "نحن محتجزون في مكان إيواء موقت بين جدة ومكة منذ أكثر من أسبوعين. هناك ما يقرب من ألف نيجري بينهم نساء وأطفال. هناك أيضا مسنون لا يستطيعون الحركة. المكان مكتظ بالمحتجزين، لا يمكنك حتى الصلاة. ولا يوجد طعام كاف لكل محتجز."
يضيف الرجل أيضا إن سفارة بلاده لم تولي اهتماما لظروف احتجازهم الصعبة.
"الدول التي لها رعايا محتجزون في السعودية كإيثوبيا، وباكستان، واندونيسيا، وبنجلاديش تتابع أحوالهم، لكننا لم نرى مسؤولا من نيجريا يسأل أو يطمئن علينا. والآن ننتظر الترحيل في أي وقت".
تحدثت بي بي سي مع السفير النيجري لدى المملكة أحمد عمر والذي أكد أنه يتابع عن كثب قضية المحتجزين من النيجريين مع المديرية العامة للجوزات السعودية المعنية بالأمر. قال السفير أيضا إنه زار مكان الإيواء ووجد معاملة جيدة من قبل السلطات السعودية لرعايا بلاده المحتجزين والذين قدر عددهم بنحو ثلاثمائة شخص فقط.
تقول السلطات السعودية إنها الحملة الأمنية الأخيرة تصحح أوضاع العمالة الأجنبية في البلاد، بعد أن وصل عدد العاملين الأجنبين إلى ثمانية ملايين شخص وهو ما يمثل ثلث تعداد السكان تقريبا. رحلت السلطات منذ بدء الحملة الجارية أكثر من ستين ألف عامل أجنبي مخالف.
يقول رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية أيمن حبيب في تصريحات لبرنامج حديث الساعة على بي بي سي إن جوهر المشكلة الراهنة يتمثل في مخالفات العمال الأجانب الذين يقيمون في البلاد بصفة غير شرعية لانتهاء صلاحية تأشيراتهم أو لقدومهم بالأساس بطريقة غير شرعية للبلاد عبر الحدود السعودية اليمنية، وما نجم عن ذلك من ارتفاع لمعدلات الجريمة وممارسات دخيلة على المجتمع السعودي.
ويضيف: "من المفجع جدا أن نجد هذا الكم الهائل من العمالة المخالفة…كيف حدث هذا الأمر، في أي غفلة من الزمن، ما هي الانعكاسات السلبية التي انعكست على العمالة ذاتها أو المواطن السعودي..ولا يمكن الحديث عن أننا نعمل حتى نتأكد من رحيل آخر عامل أجنبي في المملكة هذا كلام غير حضاري وغير موضوعي في الحقيقة…اقتصاد المملكة يعتمد بنسبة كبيرة على العمالة الأجنبية ولكن القانونية."
تقول السلطات أيضا إنها حريصة على سلامة هؤلاء العاملين ومعاملتهم بطريقة إنسانية.
لكن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا شكلت مصدر إحراج بالغ للممكلة، بعضها يظهر سعوديين يقومون بضرب إثيوبيين، وهو ما أثار زوبعة من الانتقادات لما يحصل من انتهاكات لبعض المغتربين في المملكة.