بيروت ـ وكالات: أكد الرئيس…
بيروت ـ وكالات: أكد الرئيس السوري بشار الاسد أن الحسم الميداني للعمليات العسكرية سيتم خلال الاشهر الستة المقبلة، مشيراً الى وجود معايير صارمة ستعتمد لإعادة النظر في العلاقة بين سوريا وبين الدول والقيادات التي شاركت في الحرب عليها.وشدّد الأسد على صمود سوريا في وجه الهجمة التي تتعرض لها والتصميم على مواجهتها حتى النهاية، “فلا معنى لأية تسوية سياسية في ظل وجود عناصر ارهابية اجنبية وتكفيرية على الارض السورية والشعب السوري والجيش سيستمران في الدفاع عن انفسهم”.
كلام الرئيس الاسد جاء خلال لقائه وفد الاحزاب اللبنانية والعربية المشاركة في مؤتمر الاحزاب العربية الذي انعقد الاثنين في العاصمة السورية دمشق.
وضم الوفد 17 شخصية عربية عن أحزاب من سوريا ومصر والأردن ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس والبحرين اضافة الى عضو المجلس الاعلى وامين سر المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين قاسم صالح الذي انتخب أميناً عاماً للاحزاب العربية كتتويج لمسيرته مع مؤتمر الاحزاب العربية التي بدأها في العام 1996.
وشدد الرئيس السوري بشار الأسد، حسب ما نقله أعضاء في الوفد اللبناني، على أن سوريا ستشارك في “جنيف 2″ الذي سيعقد منتصف ديسمبر القادم لافتاً إلى أننا “لن نرضخ لأي ضغوط لوقف العملية العسكرية، وسنواجه المؤامرة حتى النهاية”.
واستبعد «وجود اي تسوية في ظل الارهاب»، مؤكداً على ان سوريا مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الحالات التكفيرية التي تطاول الشعب السوري، متهما فريقا في المملكة العربية السعودية بقيادة الأمير بندر بن سلطان ووزير الخارجية سعود الفيصل بالعمل على إسقاط النظام السوري ورعاية الارهاب وتدمير سوريا لأنها وقفت الى جانب المقاومة.
واشار الأسد الى الانجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري في الميدان وتحديدا في ريف دمشق وحلب والقلمون، موضحا ان طرد المسلحين من “بلدة قاره” بداية للعملية العسكرية المستمرة باسلوب الجيش والتي لن تتوقف.
وأفاد ان الفكر الاصولي لا يواجه الا بالوعي القومي، وقال “ان ما حصل في سوريا ليس مرده كليا الى مؤامرة خارجية، كانت هناك اخطاء في الداخل، لكن الارهابيين هدفهم ليس معالجة الاخطاء بل تدمير سوريا واسقاطها واسقاط دورها”.
وفي تطرقه إلى الأردن قال الأسد “البعض يطمئننا عبر رسائله بأنه على الحياد تحديدا لكن الوقائع على الارض مغايرة للرسائل الودية وعملهم غير صحيح مطلقا، وكشف عن وجود اتصالات دولية وتواصل من قبل العديد من الدول مع سوريا”.
وعن عودة العلاقات مع بعض الاطراف اللبنانية والدول قال ان اعادة العلاقة او تصحيحها مع اي طرف سياسي سيبنى على اسس ثابتة، واي طرف يرتبط بالخارج لا مجال للتعاطي معه مستقبلا، واي تصحيح للعلاقة سيتم بمعايير جديدة، وليس “بتبويس اللحى”.
جاء ذلك فيما أفاد مصدر مطلع في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، طالب الأمم المتحدة بتأجيل عقد مؤتمر جنيف -2، المتوقع أن ينعقد في منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل، وذلك بغية الحصول على توافقات دولية أوسع، حول محادثات جنيف -2، والغاية منه، والقرارات التي من الممكن أن تصدر عنه، وآليه تنفيذها.وربطت بعض المصادر في المعارضة السورية للأناضول، طلب الجربا، بالدعوة الروسية للائتلاف الوطني لزيارة موسكو، وحديث روسيا الإيجابي عن موقف المعارضة الذي اعتبرته ليونة من طرفها.وأبدى الائتلاف الوطني، قبل اسبوعين، استعداده للانخراط في عملية سياسية، تفضي إلى نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات الرئاسية، وتؤدي إلى رحيل نظام بشار الأسد وكافة رموزه، في إشارة ضمنية إلى المشاركة في مؤتمر “جنيف -2″.يذكر أن مؤتمر “جنيف -2″ دعا إليه، لأول مرة، وزيرا خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف، في مايو/ آيار الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، ولا زال موعد انعقاده غير محدد.وأكدت المصادر نفسها أن زيارة وفد الائتلاف إلى موسكو، إن حصلت، لن تكون على مستوى رئاسة الائتلاف، نظرا لعدم تلقي رئيس الائتلاف دعوة رسمية من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولاتزال الاتصالات مستمرة بين الجربا والجانب الروسي، وسط توقعات بزيارة قريبة لوفد من الائتلاف الى جنيف أو موسكو، على مستوى غير رئاسي، للقاء الجانب الروسي، دون أن تتزامن مع موعد حضور أي وفد رسمي من جانب النظام السوري.