متظاهرون أمام البيت الأبيض: الصحراء الغربية مغربية

استبق العشرات من أعضاء الجالية المغربية في الولايات المتحدة لقاء الرئيس باراك أوباما بالملك محمد السادس في واشنطن الجمعة، وتظاهروا منذ الصباح قبالة البيت الأبيض، مطالبين بدعم أميركي للموقف المغربي من قضية الصحراء الغربية.
المتظاهرون المغاربة حضروا إلى المكان على خلفية أنباء عن استعداد مؤيدين لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء، ومعارضين مغاربة، للاحتجاج في المكان ذاته على زيارة الملك المغربي لواشنطن، وهي الأولى منذ 2004.
ورفعت خلال الوقفة شعارات تشيد بعراقة العلاقات المغربية الأميركية وبالتحالف الاستراتيجي القائم بين البلدين. إلا أن العلاقات المغربية الأميركية كانت قد شهدت بعض التوتر في الأشهر الأخيرة على خلفية مشروع تقدمت به واشنطن لتوسيع مهمة البعثة الدولية في الصحراء الغربية "المينورسو" لتشمل مراقبة وضع حقوق الإنسان في الإقليم الذي يحكمه المغرب.
دعوات لدعم خيار الحكم الذاتي
وردد المتظاهرون شعارات نادت بـ"مغربية الصحراء" ونددت بكل ما يمس بـ"الوحدة الترابية المغربية" وأدوا النشيد الوطني ونشيد المسيرة الخضراء التي أطلقها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني عام 1975 لدفع إسبانيا للخروج من الصحراء الغربية.
وقال رئيس نادي واشنطن حسن السمغوني إن الهدف من الوقفة الاحتجاجية هو "التعبير عن مدى وحدة المغاربة قاطبة فيما يخص قضية الوحدة الترابية"، معربا عن أمله أن يعرف هذا النزاع طريقه إلى الحل "ليسعنا الالتفات إلى مشاكلنا الداخلية".
وقال رئيس رابطة مغاربة نيويورك، يوسف التسولي، من جهته، إن المشاركين في الوقفة يسعون إلى "إطلاع الرأي العام الأميركي على حقيقة قضية الصحراء". وأضاف "لقد عمر هذا النزاع طويلا وحان الوقت لإنهائه".
واتهم التسولي البوليساريو بـ"التعنت ورفع شعار الحرب وعدم الاستقرار في المغرب العربي والساحل.. والإدارة الأميركية واعية بهذه الأمور".
ودعا رئيس جمعية شباب مغاربة أميركا من أجل الديموقراطية خالد جبار الإدارة الأميركية لتأييد حل الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وقال إن هذا المشروع في "المناطق الجنوبية للمغرب" هو "الحل الواقعي والمنطقي للنزاع".
هيومن رايتس ووتش: احترموا حقوق الإنسان
وبالتزامن مع الزيارة الملكية إلى واشنطن، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الرئيس أوباما إلى الضغط على العاهل المغربي بشأن احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
وقالت المنظمة إنه "ينبغي على الرئيس باراك أوباما أن يوضح للملك محمد السادس، ملك المغرب أن دعم الولايات المتحدة الأميركية لعملية الإصلاح في المغرب يعتمد على تجاوز الخطاب إلى تحقيق تغيير ملموس على الأرض".
وأضافت "ينبغي أن تشمل الإصلاحات حماية قانونية أقوى للحقوق ووضع حد لإفلات أفراد الشرطة الذين يستخدمون العنف ويرتكبون انتهاكات أخرى من العقاب".
جمهوريون مغاربة: أوضاع مزرية رغم الثروات
وفي الوقت الذي غابت فيه الأصوات المطالبة بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم كما كان مرتقبا، حضر متظاهر واحد ممثلا لحركة "الجمهوريين المغاربة" للتعبير عن "سخطه تجاه الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها المغاربة رغم الثروات الهائلة التي يتوفر عليها البلد".
وشجب المتظاهر ريشار عزوز "ضعف الخدمات الصحية والتعليم ونهب ثروات البلاد وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المغاربة".
وخلقت شعارات عزوز وتصريحاته مناوشات مع المتظاهرين المغاربة الذين كانوا يجيبون بشعارات مضادة.