انحياز قطر و”الجزيرة” للاخوان هيمنا على قمة المصالحة السعودية القطرية والامير تميم سمع عتابا قويا في الامارات والكويت
عندما زار الشيخ تميم بن حمد آل الثاني امير دولة قطر الكويت والامارات في اطار جولته الخليجية الاولى منذ توليه العرش خلفا لوالده سمع “عتابا” قويا من قبل المسؤولين فيهما بسبب دعم بلاده للرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وللاخوان المسلمين الامر الذي يتنافى مع مواقف الدول الخليجية الخمس الاخرى.
الشيخ تميم رد على هذا “العتاب” بالقول ان بلاده تتفق مع دول المجلس في اكثر من ثمانين في المئة من القضايا الاخرى وهذه نسبة كبيرة، ويتمنى ان يتركوا لها هامش العشرين في المئة هذا.
المسؤولون في الامارات والكويت قالوا له ان العشرين في المئة التي يتحدث عنها اكبر بكثير مما يعتقد، واضافوا بأن المسألة معكوسة تماما، اي ان دعم قطر للاخوان المسلمين يشكل ثمانين بالمئة من الخلاف، واضافوا اتفق معنا في موقفنا الرافض والمعارض للاخوان واختلف معنا في الباقي وسنكون ممتنين.
المملكة العربية السعودية التي ايدت الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس مرسي منذ اللحظة الاولى، وفي مكالمة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للفريق اول عبد الفتاح السيسي قائده، منزعجة جدا من الموقف القطري الداعم للاخوان الى درجة انها طالبت الدول الخليجية الاخرى باصدار بيان شديد اللهجة يدين دولة قطر، وحمل رسائل بهذا الخصوص الامير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وتسربت انباء في الايام الاخيرة ان السعودية هددت بمقاطعة اجتماعات مجلس التعاون الخليجي، والقمة القادمة في الكويت اذا لم يصدر هذا البيان، وذهبت الى ما هو ابعد من ذلك اي اخراج قطر كليا من المجلس اذا لم تتراجع قطر عن دعمها للاخوان وتعود بالتالي للصف الخليجي.
الشيخ صباح الاحمد امير دولة الكويت نقل هذا الغضب السعودي الحاد الى الامير تميم اثناء مشاركته في القمة العربية الافريقية التي انعقدت في الكويت الاسبوع الماضي، كما لوحظ ان حنق السعودية على قطر انعكس بجلاء عندما لم يحدث اي اجتماع بينه وبين الامير سعود الفيصل، وكانت المصافحة بينهما باردة.
ويذكر ان الامير تميم لم يزر المملكة العربية السعودية اثناء جولته الخليجية، وآخر مرة زار السعودية عندما قام باداء العمرة اثناء شهر رمضان وحظى بلقاءات “مجاملة” مع المسؤولين السعوديين.
الشيخ تميم “تمنى” على امير الكويت محاولة تخفيف التوتر بين بلاده والسعودية، حسب ما قال مصدر خليجي لـ “راي اليوم”، وعاد فورا الى الدوحة بعد حفل افتتاح القمة المذكورة وكان اول المغادرين.
الشيخ صباح الاحمد رتب قمة ثلاثية في الرياض بشكل مفاجيء يوم السبت في ضيافة العاهل السعودي وبحضور الشيخ تميم بن حمد، ولكن المصادر الخليجية نفسها ابلغت “راي اليوم” ان هذه القمة لم تنجح بكسر الجليد كليا وتخفيف الازمة بالتالي.
ولاحظ المراقبون ان الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات السعودي والذي يعتبر من اكبر الغاضبين من سياسة قطر في المملكة، وتردد انه يتندر عليها في مجالسه، لم يحضر هذه القمة، بينما حضرها الامير سلمان ولي العهد، والامير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وامراء آخرون.
الملك عبد الله بن عبد العزيز مثلما قالت المصادر نفسها، كان “قاسيا” في صراحته، وطلب من الضيف القطري وقف دعمه للاخوان المسلمين ماليا واعلاميا، وتوقف خاصة عند التغطية الاعلامية لقناة “الجزيرة” المعادية كليا للحكم الجديد في مصر، والمحرضة على المظاهرات ضده.
دول الخليج التي دفعت ما يقرب من 15 مليار دولار لدعم مصر السيسي تريد لها الاستقرار الذي هو شرطا للخروج من الازمة الاقتصادية حتى لا تستمر بضخ المزيد من المليارات، وقطر تريد عودة الرئيس مما يعني دعم الاحتجاجات وتعميق الازمة مثلما يرى المثلث الاماراتي السعودي الكويتي، والمخرج يكمن في تراجع قطر عن موقفها او تراجع المثلث المذكور عن مواقفه.
السؤال هو عما اذا كان امير قطر الجديد سيغير سياسة بلاده تلبية لطلب الدول الخليجية الاخرى والشقيقة الكبرى (السعودية) خاصة، ومن المؤكد ان مواقف قناة “الجزيرة” وهوية ضيوفها في الملف المصري، هي التي ستحدد الاجابة الوافية في الايام القليلة القادمة، ولهذا سنكون اول المتابعين لها وبكثافة بحثا عن الاجابة.
“راي اليوم”