الائتلاف السوري يبحث عن حل سياسي حتى “إن وجد في القمر”

أكد عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هشام مروة، أن الائتلاف السوري يبحث عن حل سياسي للأزمة في البلاد، وإن وجد الحل في القمر، فالائتلاف مستعد للذهاب إلى القمر، في وقت اعتبر فيه اعتذار رئيس الائتلاف أحمد الجربا عن زيارة روسيا أمرا إجرائيا، لا علاقة له بتواجد وفد من النظام السوري في موسكو.واوضح مروة، في حوار أجراه مع مراسل الأناضول في إسطنبول، أن الائتلاف “تلقى رسالة من الخارجية الروسية، طالبت فيه بزيارة رئيس الائتلاف أحمد الجربا، ووفد رسمي للعاصمة موسكو، لمناقشة آفاق جنيف2، وأيضا مناقشة آفاق فتح المعابر التي جرى الحديث عنها مؤخرا، لافتا إلى أن “رئيس الائتلاف اعتذر عن الزيارة لارتباطه بالتزامات اخرى، وأجلت إلى لقاء آخر”.
وجدد مروة تأكيده على ترحيب الائتلاف، “بالجهود الروسية التي تعمل في مجال إيصال المساعدات”، مشيرا إلى “الموقف من روسيا غير مرتبط بالمفاجآت التي تكتنفها بعض الدعوات، ولم يكن لدى الائتلاف معلومات عن قدوم وفد للنظام إلى موسكو، لذا الرفض كان إجرائيا لالتزامات الجربأ، وفوجئنا بزيارة وفد النظام، ويجب ان يكون واضحا للجميع أنه لا مفاوضات مع النظام، وهو أمر محسوم في ثقافة الائتلاف، ومن يخرق ذلك يخرق الوثيقة التأسيسية للائتلاف، ويخالف القرارات الصادرة عن الهيئة العامة للائتلاف”.
وأكدت مصادر في المعارضة أن زيارة وفد الائتلاف إلى موسكو، إن حصلت، لن تكون على مستوى رئاسة الائتلاف، نظرا لعدم تلقي رئيس الائتلاف دعوة رسمية من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث إنه ولاتزال الاتصالات مستمرة بين الجربا والجانب الروسي، وسط توقعات بزيارة قريبة لوفد من الائتلاف الى جنيف أو موسكو، على مستوى غير رئاسي، للقاء الجانب الروسي، دون أن تتزامن مع موعد حضور أي وفد رسمي من جانب النظام السوري.
وشدد مروة على أن “رؤية الائتلاف لحل الأزمة، هي البحث عن حل سياسي، يستند إلى تطبيق الفرة السادسة بعد الفقرات الخمس في اتفاق جنيف1، والنظام أعلن عدم اكتراثه بهذه الفقرة، وهو انتقال السلطة، وروسيا تعمل بهذا الاتجاه، والنص واضح يحدد نقل السلطة إلى سلطة جديدة، وهذا يعني، ويتبادر للذهن، أن بشار الأسد وكل من ارتكب جرائما، سيكون خارج إطار عملية الانتقال”.
وقال أيضا “الائتلاف يبحث عن حل، وإن وجد الحل في القمر، فنحن مستعدون للذهاب إلى القمر، ولكن الحل الذي يحقق مصالح الثورة ومصالح الشعب، ونتحدت حاليا عن جنيف2 المدعوم من جنيف1، وإن وجدت رغبة صادقة جادة من إلزام روسيا لحليفهم السوري والإيراني بجنيف1 والعمل على نقل السلطة، وهو مطلب المجتمع الدولين فنحن نرحب بهذا الدور، أما إذا هي قضية مفاجآت وجعل المفاوضات غير مباشرة، في محاولة إعطاء فرص للنظام، ومزيد من الوقت، فإن هذه المحاولات خارج إطار تفكير الائتلاف”.
وأفاد مصدر مطلع في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن رئيس الائتلاف، أحمد عوينان الجربا، طالب الأمم المتحدة بتأجيل عقد مؤتمر جنيف -2، المتوقع أن ينعقد في منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل، وذلك بغية الحصول على توافقات دولية أوسع، حول محددات جنيف -2، والغاية منه، والقرارات التي من الممكن أن تصدر عنه، وآليه تنفيذها.
وقد أبدى الائتلاف الوطني، قبل اسبوعين، استعداده للانخراط في عملية سياسية، تفضي إلى نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات الرئاسية، وتؤدي إلى رحيل نظام بشار الأسد وكافة رموزه، في إشارة ضمنية إلى المشاركة في مؤتمر “جنيف -2″، ويذكر أن مؤتمر “جنيف -2″ دعا إليه، لأول مرة، وزيرا خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف، في مايو/ آيار الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، ولا زال موعد انعقاده غير محدد.
وعن موقف الائتلاف من المعارضة في الداخل، لفت مروة قائلا “نتفهم جزءا من موقفهم، بأنهم لا يستطيعون التحدث عن كل ما يؤمنون به، وهذا لمسناه من خلال حواراتنا معهم، ونحن نؤكد أننا مع كل من يلتزم برؤية الائتلاف وثوابته وثوابت الثورة، أيا كان من الداخل أو الخارج”.أما عن موقف الائتلاف من جنيف، وتوقعاته بانعقادها، ذهب مروة إلى أن “المتابع للأحداث السياسية يرى أن هناك بصيص أمل، ولكنه ضعيف، وهناك رغبة دولية بجنيف2، ولكن هل هو قادر على الحل، روسيا وإيران يريدان جنيف لإعطاء النظام مزيد من الوقت، لكن عندما نسمع من وزير الخارجية الروسي، سرغي لافروف، دعوته لليابان تارة، ولاندونيسيا تارة أخرى، فهذا يعني أنهم غير جادين، والقضية هي محاولة كسب مزيد من الوقت، ظنا بأن الشعب السوري يتراجع كما حدث في غروزني، وفي ربيع طهران، ونتوقع أن هذه المسألة هي من الأوهام”، على حد تعبيره.
واستبعد مررة أن يكون هناك حل في الظروف الحالية، أو أن ينتج أي اجتماع لاي حل، لأن “النظام يحاول أن يرفع رصيده على الأرض، من خلال تقدم عسكري معين، وهذه حرب وسجال، وتارة يتقدم الجيش الحر أو يتراجع، وعندما تكون هناك ثورة غير مدعومة بشكل كامل، وعير مسموح لها بامتلاك أسلحة نوعية مقارنة بالنظام، وعندما يتحرك المقاتلون من إيران وحزب الله، والألوية الطائفية، وكأنها في نزهة داخل البلاد، كلها تشير إلى أن مناخات الحل السياسي غير ناضجة عند النظام”.
وأضاف أن “النظام يسعى لانهاء الوضع كما في الثمانيات وهو واهم في ذلك، لأن النظام لا تنتهي معركته بانتصار تكتيكي أو عمليات التهجير، التي لا تعتبر نصرا، وانما النصر الحقيقي عندما تنتهي الحرب في الاتجاه الذي يريده، وهو ما ليس واضحا، لأن كفة الثورة تميل أكثر”.