قبل قيام الثورة المصرية في 25 من يناير/كانون الثاني 2011، بدأت…
عماد سيد
قبل قيام الثورة المصرية في 25 من يناير/كانون الثاني 2011، بدأت موجة من الأفلام التي تتخللها مشاهد شديدة العنف وتمتلئ بالدماء تظهر على الساحة المصرية، كان بعضها جريئاً كأفلام المخرج خالد يوسف.
ويقول النقاد إنه تم توظيف العنف وبعض المشاهد الساخنة في أفلام يوسف بشكل خدم السياق الدرامي مثل فيلمي "هي فوضى" و "حين ميسرة"، واللذان تحدثا عن انتهاكات الجهاز الأمني المصري بحق المواطنين وحياة المهمشين والفقراء في المناطق العشوائية.
وقد أصبحت هذه الموجة هي الغالبة على شاشات السينما المصرية لتخرج أفلام مثل "الألماني" و"عبده موتة" وأخيراً "قلب الأسد"، لكن البعض الآخر لم يحقق أرباحاً كبيرة مثل "هاتولي راجل" و" عش البلبل" و" القشاش".
ويرى نقاد ومنتجون وحتى متخصصون في الطب النفسي أن موجة الأفلام الجديدة ترسخ لقيم جديدة على المجتمع المصري، ما يشير إلى وجود أزمة في الذوق العام، جعلت من شخصيات مهمشة (الراقصة ، البلطجي، تاجر المخدرات ، القواد) نجوما في صالات السينما ما قد يؤدي مع الوقت لاتخاذهم قدوة من قبل الشباب، فيما يرى آخرون أن الأمر ما هو إلا أزمة في الذوق العام لا تصل إلى مستوى الأزمة الأخلاقية في المجتمع.
المنتج محمد العدل قال إن أفلام المنتج محمد السبكي ناجحة تماما وفقا للأرباح التي تحصدها، متهما الصحافة المصرية السينمائية والنقاد بـ"الكسل وانتقاد الأفلام دون مشاهدتها"، مؤكداً أن خروج السبكي وأفلامه من من السوق المصرية أمر شديد الخطورة على قطاع السينما المصرية.
وأضاف العدل في تصريحات صحافية سابقة إلي أن السبكي ينقل واقع الشارع المصري وأن النوعية التي يقدمها متواجدة في كل دور العرض بالعالم، مشيداً بأفلام أخرى على مستوى عال من الحرفية أنتجها السبكي مثل فيلمي"الفرح" و "كباريه".
ويقول العدل:
دعوات المقاطعة
ومع تصاعد جرعة الدماء، وما يصفه البعض بالرقص الخليع والمثير جنسياً، انطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر لمقاطعة أفلام السبكي اجتذبت بعضها الآلاف من المؤيدين، هذه بعضها:
إضافة إلى العديد من الوسوم (هاشتاغات) مثل #قلب_الاسد #السبكي #افلام_السبكي وكانت هذه بعض تغريدات مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر بشأنها:
ويقول القائمون على دعوات المقاطعة إن هذه النوعية من الأفلام تسببت في زيادة حالات التحرش الجنسي وانتشار الألفاظ القبيحة في المجتمع مع انتشار حالة غير طبيعية من العنف في الشارع المصري، هذا بخلاف تقليد العديد من الشباب لسلوك وحتى مظهر بطل الفيلم الأخير " قلب الأسد"، إلا أن آخرين يؤكدون أن دعوات المقاطعة المتكررة لأفلام السبكي لا قيمة لها، ذلك أن تلك الدعوات تستهدف قطاعاً لا يشاهد أفلامه من الأصل بل وربما لا علاقة له بالشبكات الاجتماعية التي تنطلق عليها مثل هذه الدعوات. ويقول آخرون إن حالة العنف لا علاقة لها بالسبكي وأفلامه، وإنما هي مجرد أمر جاء في سياق شارع محتدم ومشتعل سياسيا ومشهد سياسي امتلأ بالدماء طيلة 3 أعوام عقب اندلاع ثورة عارمة أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك..منتج الأفلام: لن أغادر الساحةونفى أحمد السبكي في رده على سؤال لموقع "راديو سوا" اعتزامه مغادرة ساحة الإنتاج السينمائي على إثر الحملات المضادة لأفلامه، مشيراً إلى أنه اعتاد على مثل هذه الأمور، وأضاف قائلا:
وعما إذا كانت الضغوط المستمرة من جانب البعض بشأن محتوى أفلامه قد تدفعه إلى إجراء بعض التغييرات على طبيعة الأفلام التي ينتجها ورد فعله عليها أجاب أن هذا لن يحدث .. وأضاف:
تحليل نفسي
من جانب آخر، يقول الرافضون لهذه النوعية من الأفلام إن لها تأثيراً نفسياً سلبياً على من يشاهدها قد ينعكس على سلوكه مع الآخرين والمحيطين به، حتى ولو بشكل غير إرادي.
وعن هذا الأمر تقول الدكتورة منال عمر أستاذة الطبي النفسي لموقع "راديو سوا" إن مشاهدة الشباب والاطفال لأفلام وحتى ألعاب العنف تبني لديهم وعي معرفي أن القوة هي الحاكمة في كل الأمور .
وتقول الدكتورة منال عمر:
وتجدر الإشارة إلى أن فيلم "قلب الأسد" – آخر أفلام احمد السبكي – والذي أثار ضجة كبيرة وقت عرضه قد حقق أكبر إيرادات في السينما المصرية بواقع خمسة مليون جنيه خلال أسبوع واحد فقط، فيما حققت فيديوهات لراقصة بأحد هذه الأفلام مشاهدات مرتفعة على موقع يوتيوب تراوحت ما بين 25 ألفا و 300 ألف.