40 مليون لتر وقود قطري لمحطة كهرباء غزة خلال أيام

تصل غزة خلال الأيام القليلة القادمة…

تصل غزة خلال الأيام القليلة القادمة باخرة قطرية تحمل على متنها 40 مليون لتر من السولار المخصص لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، والمتوقفة عن العمل للأسبوع الرابع على التوالي.

وذكرت صحيفة الاقتصادية الفلسطينية، الصادرة من قطاع غزة، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصدر قراراً بإرسال باخرة تحمل 40 مليون لتر من السولار لتشغيل المحطة.

ونقلت الصحيفة اليوم الأربعاء عن مصدر قطري رفيع المستوى طلب حجب هويته، قوله إن الباخرة ستنطلق خلال الأيام القادمة بعد أن أعطى الجانب الإسرائيلي موافقته على استقبالها في ميناء أشدود، شمال قطاع غزة، وتمكين شركات خاصة من نقلها للقطاع.

وأكدت الصحيفة أن زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله رامي الحمد لله، جاءت لمباركة الخطوة القطرية وتقديم كامل الدعم والتسهيلات من قبل السلطة للمنحة القطرية.

ووفق الصحيفة فإن مصادر مقربة من دوائر المفاوضات الخاصة بمعالجة أزمة كهرباء غزة قالت إن حل أزمة الكهرباء بانتظار قرار من الأمير تميم للبدء بتنفيذه.

وذكرت المصادر أن الدائرة تواصلت مع الجانب الإسرائيلي الذي أبدى موافقته على استقبال الوقود القطري عبر ميناء إشدود.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير خارجية قطر سافر إلى الولايات المتحدة واجتمع بالمؤسسات الأممية الخاصة بالشئون الإنسانية وبمكتب الأمين العام للأمم المتحدة وأجرى اتصالات بالاتحاد الأوروبي من أجل استعادة التمويل للمحطة، فيما أرسلت وكالة الغوث تقريرا للأمم المتحدة تنذر بكارثة إنسانية كبيرة في غزة .

وكانت مصادر فلسطينية مطّلعة قد كشفت في وقت سابق لوكالة الأناضول، أن زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية (في رام الله) رامي الحمد لله، لقطر، الأثنين الماضي، تهدف للاتفاق مع قطر على آلية لإنهاء أزمة الكهرباء الكبيرة التي يعاني منها القطاع.

وأوضحت المصادر الموثوقة التي رفضت الكشف عن هويتها، أن “الحمد لله” مبتعث للدوحة، من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أعقاب اتصال هاتفي جرى بينه، وبين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،.

وأفادت المصادر الخاصة بالأناضول أن أمير قطر أبلغ عباس، نية قطر حل أزمة الكهرباء في غزة، بأي شكل كان، سواء كان بالاتفاق معه، أو بالاتفاق مع إسرائيل.

وبرر الشيخ تميم، لعباس موقفه هذا، بتخوفه من اندلاع حرب جديدة في المنطقة، في حال استمرت أزمة الكهرباء “الخطيرة” التي يعاني منها قطاع غزة، منذ عدة أسابيع، حيث قد تقدم “حماس″ على اتخاذ خطوات تصعيدية تجاه إسرائيل.

وذكرت المصادر أن أمير قطر اقترح على عباس، خيارين، الأول يتمثل بأن تدفع دولة قطر قيمة الضريبة المختلف عليها بين حكومتي غزة والضفة، والتي تسببت بوقف توريد الوقود لمحطة كهرباء غزة.

أما الخيار الثاني، فيتمثل بتوريد قطر وقود لمحطة توليد الكهرباء بغزة، باتفاق ثنائي مع إسرائيل، عبر ميناء “اسدود” الإسرائيلي، وهو ما يمثل تجاوزا واضحا للسلطة الفلسطينية.

وأكدت المصادر أن أمير قطر أبلغ عباس بموافقة إسرائيل على هذا الطرح، فيما أبلغ عباس أمير قطر أنه سيرسل برئيس وزرائه “رامي الحمد لله” إلى الدوحة الإثنين لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.

وذكرت المصادر أن الشيخ تميم تعهد كذلك لعباس، بدفع قيمة الوقود “الأصلية وليس الضريبة” في حال تخلفت حركة حماس عن دفعها.

وأفادت المصادر المطلعة أن قطر أبلغت عباس، رفضها التام لتكرار تجربة إرسال وقود لمحطة كهرباء غزة، عبر مصر، نظرا لـ”مماطلة السلطات المصرية في توريده للقطاع منذ إرساله وحتى الآن”.

يذكر أن قطر كانت قد تبرعت في شهر أبريل/نيسان 2012، بكمية كبيرة من الوقود الصناعي، تقدر بنحو 30 مليون لتر، تم تفريغها في ميناء السويس المصري، إلا أن كميات قليلة منها وصلت للقطاع من ذلك التاريخ وحتى الآن.

وللأسبوع الرابع على التوالي تشهد محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع توقفا كاملا عن العمل.

ولم تستجب الحكومة في رام الله، لطلب الطاقة بغزة بإلغاء كافة الضرائب المضافة على الوقود الصناعي، وهو الأمر الذي عطّل شراء السولار الصناعي الإسرائيلي ما أدى لتوقف عمل المحطة بشكل كامل.

ويلزم لتشغيل محطة الكهرباء بغزة نحو 650 ألف لتر يومياً من السولار الصناعي لتعمل بكامل طاقتها، وهو الأمر الذي تعجز المحطة عن توفيره في الوقت الراهن.

وكانت محطة الكهرباء تعتمد سابقا بشكل رئيسي على الوقود المهرب من مصر عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية، والتي توقف العمل فيها بشكل شبه كامل جرّاء حملة الجيش المصري، التي أعقبت عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من يوليو/ تموز الماضي.

ويصل التيار الكهربائي حاليا 8 ساعات يوميا لكل بيت حسب جدول تعدّه شركة توزيع الكهرباء معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية.

ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن سلطة الطاقة بغزة، فإن القطاع يحصل على الكهرباء من ثلاثة مصادر أولها عن طريق الخطوط الإسرائيلية بقدرة 120 ميجاوات، ويتم شراء 28 ميجاوات من مصر، والتي تغذي بشكل أساسي مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.

وتعيش غزة هذه الأيام وعقب توقف أزمة الكهرباء، كارثة إنسانية واقتصادية أدت لتعطل كافة تفاصيل ومناحي الحياة.

(الاناضول)

Exit mobile version