الزهار: النظام المصري يصنف “حماس″ كحركة إرهابية ولا اتصالات سياسية معه
قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود الزهار، إن الاتصالات السياسية بين حركته ومصر “متوقفة؛ لأن النظام المصري القائم حالياً يصنف الحركة على أنها إرهابية، وأراد أن يقول للعالم إنه لا يتعامل مع الإرهابين، ويحارب الإرهابيين”.
لكن في الوقت نفسه، أضاف الزهار، خلال لقاء مع صحفيين وكتاب فلسطينيين عقدته مؤسسة “بيت” الصحافة الفلسطينية في مدينة غزة الإثنين، أن هناك اتصالات بين حكومة “حماس″ في غزة والقاهرة حول قضايا منها معبر رفح الحدودي، والوقود ومواد الإعمار وملف الكهرباء.
ورأى أن “موقف النظام المصري الآن ضد عمل أي اتصالات سياسية معنا؛ لأنه صنفنا إرهابين، وأراد أن يقول للعالم إنه يحارب الإرهابين”.
ولم تعلن الحكومة المصرية الحالية أنها تصنف ولا تعتبر “حماس″ حركة إرهابية.
وتتهم السلطة الحالية في مصر حركة “حماس″ بدعم أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، الذين يطالبون بعودته إلى الحكم، ويعتبرون إطاحة الجيش به يوم 3 يوليو/ تموز الماضي “انقلابا عسكريا”.
ويقول مسؤولون مصريون إن مقاتلين فلسطينيين يتسللون من غزة عبر الأنفاق الحدودية إلى شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر؛ لتقديم دعم مسلح لمؤيدي مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر الحركة فرعها في الأراضي الفلسطينية.
وقال الزهار: “طلبنا من المصريين أسماء لأشخاص من غزة نفذوا عمليات عسكرية أو تفجيرات ضد الجيش المصري في سيناء، ولم نحصل على شيء؛ لأنه في الواقع لا يوجد أحد من غزة أو من حماس له علاقة بما يحصل في مصر”.
وجدد قوله إن “حركة حماس (المسيطرة على غزة منذ يونيو/ حزيران 2007) لا تتدخل في شؤون أي من الدول العربية ولا توجه بندقيتها إلا إلى الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن تغير بوصلة بندقيتها يعني ضعفها وتشتتها”.
ورأى أن “الحملة الإعلامية ضد حركة حماس كاذبة ومضللة ولا تنسجم مع تاريخ مصر وعلاقة الشعبين المصري والفلسطيني”.
في المقابل، قال الزهار إن علاقة حركة “حماس″ مع إيران “تم استئنافها مؤخراً”.
ومضى قائلا إن هذه العلاقة لم تنقطع في الفترة الماضية، ولكنها تأثرت بموقف الحركة من الملف السوري.
كانت حركة “حماس″ أعلنت دعمها للمعارضة السورية، التي تسعى منذ مارس/ آذار 2011 إلى إنهاء حكم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي تعد إيران الداعم الرئيسي له.
وتابع الزهار أن “حماس″ تتواصل مع مصر وقطر والاتحاد الأوروبي و”الأونروا” (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) من أجل حل مشكلة الكهرباء في غزة.
على صعيد آخر، قال الزهار إن “حركة حماس ألغت مهرجان الاحتفال بذكرى انطلاقتها؛ لأنها ليست محتاجة لإظهار قوتها وشعبيتها؛ فقوتها ظهرت في انتخابات البلديات عام 2005، والانتخابات التشريعية عام 2006″ والتي حصدت فيها الحركة أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي (البرلمان).
وجرت العادة أن تحتفل حركة “حماس″ يوم 14 ديسمبر/ كانون لأول بذكرى انطلاقتها عبر إقامة مهرجان كبير في مدينة غزة، يشارك فيه قيادة وعناصر ومؤيدي الحركة في قطاع غزة.
وأعرب الزهار عن عدم خشية حركته من أي انتخابات، قائلا إن حماس مستعدة لإجراء الانتخابات بشرط أن تكون حسب اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه كافة الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011.
ورأى أن دعوة “حماس″ بقية الفصائل الفلسطينية إلى المشاركة في حكم قطاع غزة “لم تأت لأنها ضعفت أو أفلست، وإنما لأن الوطن ليس ملكاً لحماس وحدها”.
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″، إسماعيل هنية، قد وجه دعوة لكافة الفصائل الفلسطينية للمشاركة في حكم قطاع غزة.