أرشيف - غير مصنف

قعبور: الجالية العمالية مهمشة بالإمارات

"أي شخص يعيش في الخليج العربي يجب أن يفهم كيف تكبر المدن…

 "أي شخص يعيش في الخليج العربي يجب أن يفهم كيف تكبر المدن وتتسع، وجزء كبير من هذه الإجابة يرتبط بحياة العمال، الذين يأتون ويسكنون بالآلاف في مخيمات تقع خارج المدينة، وليست على مرأى من عين المشاهد أو الشاهد"، بهذه العبارة، وصف المخرج اللبناني لفيلم "بطل المخيم" محمود قعبور، حال آلاف العاملين الآسيويين في الخليج.

وقال قعبور في مقابلة مع CNN بالعربية: "الجالية العمالية مهمشة جدا في الإمارات"، وأضاف أنه "رغم أن العمال قد يأخذون حقوقهم مادياً، إلا أن هؤلاء لا يأخذون حقوقهم المرتبطة بإنجازات البلد."

وأكد المخرج اللبناني: "أنا أؤمن أن العامل وخصوصاً في دبي، والذي ساهم بصنع مدينة المستقبل يستأهل حصته من إنجازات البلد. وأحببنا أن نقدم مثل تحية امتنان وهذا هو جوهر الفيلم."

وشرح قعبور أن أحداث "بطل المخيم"  تسلط الضوء على مسابقة للغناء تدور أحداثها في مخيمات العمل في الإمارات، والمسابقة ذاتها هي بمثابة حملة إعلامية قامت بها "ويسترن يونيون"، إذ أن زبونها الأساسي هو العامل الذي يحول أمواله من الإمارات إلى بلده في باكستان أو الهند أو النيبال أو بنغلادش.

وقدمت المسابقة بحسب ما قال قعبور، فرصة مميزة لتسليط الضوء على شيء مشوق يحصل في مخيمات العمال التي لم يدخل إليها، أي طاقم عمل لإنتاج فيلم قبل الآن.

وأضاف قعبور: "أردنا أن نظهر العالم الذي يبقى مجهولا لأي شخص يعيش في الإمارات أو في الخليج ككل، لم يعط أحد قبلنا فرصة للعامل أن يحكي قصته بصوته، وهذا أمر كان يجب أن يحصل منذ فترة كبيرة."

ويركز الفيلم على عدد من الشخصيات التي تحب أن تغني وتتقدم بالمسابقة بطريقة تشبه برنامج "أكس فاكتور"، ومن خلال هذه المسابقة يتعرف الجمهور إلى حياتهم وظروفهم والأسباب التي دفعتهم إلى القدوم والعمل في الإمارات.

وقال قعبور: "كأي مخرج أفلام وثائقية، يهمني أن أذهب إلى مكان لم يذهب إليه أحد قبلي. وفي مخيمات العمال، هناك الكثير من الأمور التي يتأثر فيها الجمهور." وأوضح: "أحسسنا أنه يجب أن نسلط الضوء على واقع من هذا النوع، حتى يكون لدينا فكرة متكاملة أكثر عن الخليج ككل ودبي خصوصاً."

أما الصعوبات التي واجهها طاقم الفيلم برأي قعبور، فكانت كثيرة، وأبرزها صعوبة الحصول على إذن للتصوير في داخل المخيمات، بسبب وجود ردة فعل في الإمارات، حول جميع القصص التي سلطت الضوء على مخيمات العمال في الإعلام الغربي، ما جعل الدخول إلى هذه المخيمات أصعب بكثير.

وأوضح قعبور أن الحصول على إذن لدخول المخيمات، "تطلب أكثر من ثلاث سنوات"، فيما برز صعوبة أخرى تتمثل بحصول المسابقة بين حزيران/يونيو وتشرين الأول/أكتوبر، أي الفترة الأقسى فيما يرتبط بالطقس والحرارة، "ما اضطرنا أن نصور مع بعض الشخصيات بدرجات حرارة تصل لـ50 درجة."

ورغم أن ظروف العمال قاسية جداً، إلا أن هناك بعض اللحظات التي يعبر فيها العامل عن مشاعر حساسة من خلال الغناء، ما أضاف على الفيلم بعد عاطفي قوي جدا،  قد يكون لديه التأثير الأكبر على الجمهور، بحسب ما أوضح قعبور.

وأضاف المخرج اللبناني أن "الفيلم يستنبض قوة كبيرة، خصوصاً أنه يركز على الجانب الإنساني، وليس على ايصال رساله سياسية، أو إصدار الأحكام على مخيمات العمال. نحن قررنا أن لا  نقول للمشاهد إذا كان المخيم جيد أو سيئ، بل أن نفتح نافذة على هذا العالم، حتى يكون للجمهور استنتاجه الخاص."

وأكد قعبور: "نحن نأمل فقط أن يتمكن الفيلم من تغيير الواقع بمخيمات العمال أو ينبذ أي أساطير حكيت حول المخيم."

زر الذهاب إلى الأعلى