كثرت الأخبار التي سربت تفاصيل…
كثرت الأخبار التي سربت تفاصيل المكالمة “الدافئة” بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في قطر، والتي جاءت بمبادرة من الأخير يوم السبت الماضي، حين كان قطاع غزة يتعرض لذروة منخفض “أليكسا” الذي أحدث دمارا هائلا وخسائر كبيرة، لكن أي من التحليلات لم تتطرق للسبب الذي دفع بمشعل إلى الاتصال بعباس لشكره على دعم غزة، دون الاتصال بنائبه في حماس إسماعيل هنية رئيس حكومة الحركة التي تدير غزة للاطمئنان منه مباشرة عن تطورات الوضع، خاصة وأن الرجل نزل بنفسه إلى ميدان المساعدة مع فرق الإنقاذ.
مساء السبت الماضي اتصل مشعل بعباس، مقربون من الأخير قالوا ان المكالمة جرت مساء حين كان الرجل يتابع ما آلت إليه الأوضاع في المناطق الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) جراء المنخفض الجوي الذي لم تشهده المناطق من قبل، وأنه أي مشعل ثمن الجهود التي يبذلها عباس في كافة المجالات وخاصة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، خاصة وأن المكالمة جرت بعد أن أعز أبو مازن بسرعة إرسال مساعدات لغزة لمساعدة سكانها المتضررين من فيضانات مياه الأمطار التي غمرت منازلهم، وشردتهم وجعلتهم بلا مأوى.
عقب المكالمة بيومين خرجت العديد من التسريبات عن محتوى هذه المكالمة التي دامت لأكثر من عشر دقائق، حيث جرى خلالها وفق التسريبات الحديث عن دعم غزة والمفاوضات وتمسكه بعدم التنازل، فيما حدثه الأخير المصالحة، بان سلبية نتائج المفاوضات ستنعكس على كل الشعب الفلسطيني وليس السلطة الفلسطينية بحد ذاتها.
لكن أي من التحليلات لم تتطرق إلى السبب الذي دفع بمشعل للاتصال بعباس لشكره على تقديم مساعدات لغزة التي تحكمها حماس، قبل ان تصل هذه المساعدات أصلا للقطاع، دون الاتصال بهنية نائبه في حماس، ورئيس حكومة الحركة التي تدير غزة، الذي كان يتابع بنفسه عمليات الانقاذ ويتفقد العوائل التي هجرتها مياه الفيضانات.
من المراقبين من رأى أن الأمر في هذا راجع لعدم تنسيق هنية مع مشعل، قبل اتصاله بأمير دولة قطر تميم بن حمد، حيث ناقش معه سبل إغاثة غزة، قبل أن يوافق الأخير على إرسال مبلغ 10 مليون دولار كفروق ضريبة للسلطة عن ثمن وقود محطة الكهرباء، وكذلك إرسال مساعدات مالية أخرى بقيمة 60 مليون دولار، منها ما سيخصص لإغاثة العائلات المتضررة.
هناك من يرى أن مشعل المتواجد في الدوحة لم يرق له أن يجري هنية اتصالات بأمير قطر، وبعباس قبله (هنية اتصل بعباس مساء الأربعاء) دون أن تجرى معه اتصالات لوضعه في صورة الوضع، خاصة وأنه أي مشعل يعتبر نفسه “مفتاح علاقات حماس بقطر”، وهو ما دفعه للثناء على جهود أبو مازن نحو غزة، لا شكر هنية الذي كان يتابع نكبة غزة جراء الفيضانات عن كثب، ما يدل بان مشعل يعتب على نائبه هنية.
وحتى كتابة هذه السطور لم يعلن من قبل مكتب هنية في غزة أن الرجل أجرى أو استقبل اتصال هاتفي من مشعل.