الأمم المتحدة تدين التجسس في الانترنت.. وخبراء البيت الأبيض يدعون الى مراجعة برامج التنصت
أتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء 18 ديسمبر/كانون الأول بالإجماع قرارا يدعو الى حماية المواطنين من التجسس الالكتروني في الانترنت.
ويشدد القرار، الذي بادرت بإعداد نصه كل من البرازيل وألمانيا، على ضرورة سريان الحق في حماية الحياة الشخصبة على شبكة الانترنت ايضا، ويشير الى أن "التنصت على الرسائل أو اعتراضها، لا سيما في مناطق خارج سلطان الدولة (التي تقوم بالتنصت)، وجمع البيانات الشخصية، وخاصة بشكل عشوائي، قد يأتي كل ذلك بآثار سلبية بالنسبة لتطبيق حقوق الإنسان.
ويدعو القرار جميع الدول الى احترام وحماية الحق في حصانة الحياة الشخصية، ولا سيما في سياق الاتصالات الالكترونية، بالإضافة الى اتخاذ إجراءات لوضع حد لانتهاك هذا الحق وتوفير ظروف ملائمة للحيلولة دون مثل هذه الانتهاكات.
وعلى الرغم من أن قرارات الجمعية العامة لها معنى معنوي، ولا تتمخض عنها عواقب قانونية، فان هذه الوثيقة تمثل ضربة جديدة الى برامج التنصت التي تديرها وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وقامت ألمانيا والبرازيل بإعداد نص القرار، ردا على تسريب حزمة من الوثائق الأمريكية السرية قام بها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن، إذ تبين فيها أن الوكالة كانت تتنصت على الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعلى الرسائل الالكترونية التي كانت تتبادل بها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف مع مساعديها.
خبراء البيت الأبيض ينصحون بتقييد برامج التنصت
من جهة اخرى كشف البيت الأبيض الأربعاء عن مجموعة إجراءات اقترحها فريق خبراء كلفهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بوضع خطة لمراجعة برامج التنصت الالكتروني لوكالة الأمن القومي.
واعتبر هؤلاء الخبراء في تقريرهم أنه على وكالة الأمن القومي أن تقوم بمراجعة عميقة لبرامج المراقبة لديها والتي تثير جدلا.
وأوصى الخبراء الذين أصدروا 46 توصية، بألا تحتفظ الوكالة بالمعطيات الهاتفية التي تجمعها، بل اقترحوا تخزينها لدى شركات الاتصالات أو نقلها الى جهة ثالثة. وستحتاج الوكالة الى إذن من المحكمة المعنية بالرقابة على الاستخبارات الأجنبية من أجل دراسة هذه البيانات.
كما تشمل التوصيات تحويل قيادة وكالة الأمن القومي الامريكية الخاصة بالشبكة العنكبوتية من قيادة عسكرية الى مدنية، كذلك دعوا الوكالة إلى التعاون في شكل أفضل مع "الحلفاء القريبين" للولايات المتحدة على صعيد التجسس والحد من مراقبة القادة الاجانب.
ومن دون أن يعلق على مضمون هذه التوصيات، أخذ أوباما "علما بأن تقرير المجموعة يمثل رأيا نابعا عن فهم" إثر لقائه أعضاء مجموعة الخبراء الأربعاء في البيت الأبيض.
وأوضح البيت الأبيض في بيان له أن أوباما سيعمل في الأسابيع المقبلة مع فريقه للأمن القومي على درس التقرير و"تحديد التوصيات" التي ينبغي تطبيقها.