بالرغم من استحواذ موضوع الأسلحة الكيمياوية فى سوريا على الإهتمام، فإن الأسلحة التقليدية تظل وراء الغالبية العظمى من حالات الإصابة والوفاة، لا سيما بين المدنيين….
بالرغم من استحواذ موضوع الأسلحة الكيمياوية فى سوريا على الإهتمام، فإن الأسلحة التقليدية تظل وراء الغالبية العظمى من حالات الإصابة والوفاة، لا سيما بين المدنيين.
وكثير من تلك الأسلحة – مثل العبوات المتفجرة التى يقال ان القوات الحكومية السورية استخدمتها أخيرا فى مدينة حلب – هى اسلحة محلية الصنع، بدائية نسبيا ولا تميز ضحاياها.
والبرميل الحارق هو عبارة عن عبوة مصنعة محليا وتتكون من برميل أو وعاء مستدير ممتلئ بوقود بترولي، يحتوي على مسامير أو شظايا حادة ومواد متفجرة ويزود بفتيل مناسب. ثم يكفى بعد ذلك إسقاط تلك العبوات من أية طائرة مروحية.
واستخدم هذا السلاح للمرة الأولى فى أواخر أغسطس/آب عام 2012.
ومنذ ذلك الحين يقوم خبراء الأسلحة مثل المدون براون موزيس وجماعات حقوق الإنسان بالمراقبة الدقيقة للدور الذى تلعبه هذه النوعية من الأسلحة فى المعركة الدائرة.
كانت المواسير العريضة تستخدم فى تصنيع تلك الأسلحة إلا ان النماذج المحدثة منها تقترب من حجم اسطوانات النفط.
وتم تصويرها بالفيديو مرة داخل مخزن فى موقع اجتاحته قوات المعارضة السورية ومرة أخرى وهو يتم إسقاطه من مروحية تابعة للقوات الحكومية.
كما التقطت بعض الصور لذخائر غير منفجرة من نفس النوع.
وتمنع اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حظر أو تقييد بعض الأسلحة التقليدية استخدام الأسلحة الحارقة بغرض الإصابة فى المناطق المأهولة بالسكان.
وبالرغم من أن سوريا ليست من الدول الموقعة على هذه الإتفاقية، فإن منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان تؤكد أن استخدام مثل تلك الأسلحة يعد جريمة حرب تستوجب محاكمة المسؤولين عنها.
واحبطت مجددا مساع دولية لإدانة استخدام تلك الأسلحة إذ ترددت أنباء بشأن رفض روسيا مساندة قرار أعدته دول غربية لطرحه على مجلس الأمن لإدانة استخدام الرئيس السورى بشار الأسد لهذه الأسلحة بغير تمييز فى مناطق آهلة بالسكان.
وفى تصريحاته، أكد المتحدث بإسم الوفد الأمريكى على "خيبة أمل" الولايات المتحدة من إحباط المساعى الرامية إلى إستصدار تصريح من مجلس الأمن يعبر عن "الغضب الجماعى من الأساليب التى ينتهجها النظام السوري والتى تتسم بعدم التمييز".
ويعتبر موقف موسكو متسقا مع تعاطيها الدبلوماسى مع الأزمة السورية إذ بصفتها من الحلفاء القليلين للحكومة السورية، قامت موسكو بتعطيل كافة الترتيبات داخل مجلس الأمن بهدف اجهاض اى تحرك بشأن سوريا.
أما لماذا تلجأ الحكومة السورية لإستخدام هذا النوع من الأسلحة فالسبب لا يبدو واضحا.
ولكن بالرغم من عدم دقتها، فإن هذه الأسلحة تعتبر أسهل فى إسقاطها على المناطق العمرانية بواسطة المروحيات.
وهو ما قد لا يتاح باستخدام الطائرات المقاتلة نظرا لسرعتها وثبات أجنحتها.
وكما استخدمت سوريا انواعا أخرى من الذخائر العنقودية روسية الصنع أمدتها بها روسيا جوا.
واستخدام الحكومة السورية لهذه الأسلحة ضد مواطنيها فى المناطق التى يسيطر عليها المعارضون يعد مؤشرا على وحشية الحرب.
ولا يظهر فى الأفق دليل على فتور حدتها فى الوقت الذى يعتزم المجتمع الدولى إخلاء البلد من الأسلحة الكيمياوية.