قرار العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بابعاد الامير خالد الفيصل من امارة مكة المكرمة، وتعيينه وزيرا للتربية والتعليم قد يبدو ترقية بالنسبة للذين لا يعرفون المملكة ومراكز القوى فيها جيدا، ولكنه ربما يكون عكس ذلك تمام، لان تولي امارة مكة اهم بكثير من منصب وزاري.
من الواضح ان العاهل السعودي يريد تعيين انجاله في مناصب مهمة في الدولة، والامير مشعل بن عبدالله الذي كان اميرا لمنطقة نجران اميرا لمنطقة مكة يعتبر ترقية الى جانب كونه تعزيزا لسلطة الملك.
اللافت ان الاماراتين الاهم في الدولة، اي مكة والمدينة، بات يجلس على عرشها شابين في اواخر الثلاثينات اوائل الاربعينات من العمر، ومن احفاد الملك عبد العزيز الاول هو الامير مشعل بن عبدالله (مكة) والثاني الامير فيصل بن سلمان نجل ولي العهد وزير الدفاع، والاثنان اكملا دراستهما العليا في بريطانيا، واذا اضفنا الى ذلك تولي الامير محمد بن نايف وزارة الداخلية، فان الصورة تبدو اكثر وضوحا. هناك ثلاثة انجال للعاهل السعودي في مراكز بارزة الاول النجل الاكبر متعب بن عبد الله الذي يتراس الحرس الوطني بمرتبة وزير، والثاني عبد العزيز بن عبد الله الذي اصبح نائبا لوزير الخارجية وبدرجة وزير ايضا والثالث الامير مشعل وبرتبة وزير ايضا.
ربما يكون الامير خالد الفيصل، الذي كان مرشحا لوزارة الخارجية في الاوساط السياسية السعودية، وزيرا للتربية يعود الى رغبة العاهل السعودي في تطوير قطاع التعليم لما يملكه الامير خالد من خلفية تربوية وفنية وادبية متطورة، وربما يؤشر ايضا الى ان هذه الوزارة، اي الخارجية، قد تكون محجوزة للامير عبد العزيز بن عبدالله لاحقا.
وكان العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز اصدر الاحد امرا بتعيين نجله الامير مشعل بن عبدالله اميرا لمنطقة مكة خلفا للامير خالد الفيصل الذي عين وزيرا للتربية والتعليم.
وجاء في الامر الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية ان الملك قرر اعفاء الامير فيصل بن عبدالله بن محمد ال سعود من منصبه كوزير للتربية وعين مكانه الامير خالد الفيصل الذي اعفي من منصبه كامير لمنطقة مكة.
وامر الملك باعفاء نجله مشعل بن عبدالعزيز من منصبه كامير لمنطقة نجران في جنوب غرب المملكة وبتعيينه اميرا لمنطقة مكة التي تضم جدة ومكة.
والامير خالد الفيصل هو نجل الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز ويعد من ابرز امراء اسرة ال سعود، وهو ايضا رئيس مؤسسة الفكر العربي.