وقفت والدة الصحافية العراقية نورس النعيمي التي اغتيلت…
وقفت والدة الصحافية العراقية نورس النعيمي التي اغتيلت قرب منزلها الأسبوع الماضي وجها لوجه أمام قاتل ابنتها، فقبلت رأسه بعد أن قالت له " لقد زففت ابنتي عروسا للجنة".
وعرضت قناة "الموصلية" التي كانت تعمل لديها النعيمي، تقريرا مصورا تناولت فيه ظروف مقتل الصحافية الشابة وعملية اعتقال قاتلها وإعادة تمثيل الجريمة في الموصل شمالي بغداد.
وبعد إعادة تمثيل الحادثة، قامت عناصر من الجيش العراقي بأخذ المتهم إلى منزل عائلة الضحية.
وفي مشهد درامي، وقفت والدة الصحافية نورس النعيمي أمام قاتل ابنتها الذي لم يجرؤ على النظر بوجهها، ولا التفوه بكلمة واحدة للدفاع عن نفسه.
وقالت الأم بصوت حزين وهي تضع يدها على كتف المتهم "لقد حملت ذنبها، لكنك زفيت ابنتي عروسا إلى الجنة فهنيئا لها الجنة"، وقامت بتقبيل رأسه.
وتابعت الأم المكلومة "يا ولدي، أنت جاهل أمي لا تعرف القراءة والكتابة وابنتي تتحدث لغتين".
وانتقلت الأم المفجوعة بابنتها، إلى غرفة نومها وهي تقلب حاجياتها التي كانت بحوزتها أثناء مقتلها، ورفعت كتابا عنوانه "المدخل إلى حقوق الانسان" وهو مخضب بالدماء، لتقول بصوت خافت "هذا الكتاب استعارته من صديقتها، لن أمسح دمها عنه حتى يبقى ذكرى".
وأضافت "هل يقبل الله أن تقتل هذه الطفلة الحلوة؟ كانت من قدر حبها للدراسة تحضن كتبها وهي ميتة، تخلت عن حياتها ولم تتخل عن كتبها".
واغتال مسلحون قبل اسبوع نورس النعيمي وهي من مواليد العام 1994، قرب منزلها في مدينة الموصل التي تشهد تزايدا كبيرا في أعمال العنف.
وتمكن الجيش العراقي قبل أيام من اعتقال منفذ عملية اغتيال النعيمي الذي اعترف بجريمة نفذها مع شريك له قام بسرقة حقيبة يد النعيمي قبل أن يلوذا بالفرار.
وتقول منظمة "مراسلون بلا حدود" إن "العديد من الصحافيين العراقيين يتعرضون يوميا للتهديدات، ومحاولات القتل، والاعتداءات" و"يعيشون في مناخ شديد التوتر، تتفاقم فيه الضغوط السياسية والطائفية".