أرشيف - غير مصنف

رحيل محمد بهنس على رصيف البرد يثير شجون المبدعين العرب

لم تمرّ فاجعة موت الفنان السوداني محمد بهنس، مُتجمّداً من…

 
لم تمرّ فاجعة موت الفنان السوداني محمد بهنس، مُتجمّداً من البرد، على أحد أرصفة القاهرة، دون تداعيات تثير الشجون المؤلمة، سواء بصدد حالة المبدع العربي عموماً، أو سلسلة المآسي التي يعاني منها المبدعون السودانيون في غربتهم وتشرّدهم وعزلتهم. بهنس (42 عاماً)، الذي رحل يوم الخميس الماضي 19 ديسمبر (كانون الأول)، نموذج أكثر مأساوية لما يمكن أن ينتهي إليه المُبدع العربي. فعلى الرغم من أن بهنس عُرف عنه أنه فنان تشكيلي أقام العديد من المعارض في غير مدينة عربية وأوروبية، وأنه عازف جيتار، ومطرب مستقل يغني في ميدان التحرير لأصدقائه هناك، ويكتب الشعر والرواية (له رواية منشورة)، إلا أن خاتمة عامين أخيرين من اللجوء إلى القاهرة، انتهت به مُتجمّداً على أحد الأرصفة، ميتاً وحيداً بعيداً عن مطلقته الفرنسية، وابنه منها، ودونما أصدقاء يواسون لحظاته الأخيرة.

سيعود محمد بهنس إلى السودان، جثةً، لا أمل لها سوى أن تُوارى الثرى في "أم درمان"، وسيكون برفقته عدد قليل من المشيعين، وتنطوي صفحته ومأساته الشخصية، ولكن صفحة مأساة المبدعين العرب، يبدو أنها لن تنطوي في المدى المنظور. سيرثيه العديد من المبدعين العرب، لعل من أبرزهم أحلام مستغانمي، وسيكتب عنه الكثيرون بعد رحيله المفجع.. وستبقى مأساة بهنس ترفرف في مخيلة المبدع العربي المرصود بالنهايات التراجيدية.

زر الذهاب إلى الأعلى