اغتيال شطح.. مشاهد قتل وخراب تتكرر في بيروت

قطع دوي انفجار ضخم، صباح الجمعة، هدوء العاصمة اللبنانية بيروت، التي كانت تحاول ان تعيش أجواء أعياد عيد الميلاد المجيد ورأس السنة، ليعكر صفوها، ويؤكد مخاوف اللبنانيين مجددا من موجة جديدة من الاغتيالات والتفجيرات.
شكّل الانفجار ضربة جديدة لزعزعة الأمن اللبناني، بعد العملية الانتحارية التي استهدفت السفارة الإيرانية في التاسع عشر من نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، وكذلك ضربة لفريق 14 آذار المؤيد للثورة السورية.
والجدير بالذكر أن الخوف من التفجيرات، كان يسود مختلف الأوساط اللبنانية، وكان هذا الأمر محور تصريحات وخطب القيادات السياسية والدينية في لبنان، لاسيما تلك التي صدرت في الآونة الأخيرة، في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني، ومختلف الأجهزة الأمنية اللبنانية.
الحركة السياسية هذه الأيام في لبنان في إجازة بسبب الأعياد، لكن لم تخلو من بعض التصريحات الروتينية المتقابلة بين الفرقاء اللبنانيين المتخاصمين، المتكررة حول الأوضاع العامة، واستمرار تداعيات الأزمة السورية على لبنان.
كان السؤال في مكاتب “الأناضول” في بيروت، يتمحور حول البحث عن موضوع للعمل عليه، حيث لا جديد في الصحف الصادرة صباحاً، غداة عطلة عيد الميلاد، وانسحب الحديث إلى المطبخ لتحضير القهوة، فرد أحد الزملاء ممازحاً: “من يدري، ربما يقع انفجار ما”… وهذا ما حصل، ووقع الانفجار.
كانت الساعة التاسعة والنصف صباحا تقريبا (7:30 تغ) وتم تحديد موقع الانفجار في مكان ما من الجهة البحرية لوسط بيروت التجاري.
غطى الدخان الأسود المكان، وكان من السهل رؤيته من أماكن مختلفة من العاصمة، لاسيما من مكتب وكالة “الاناضول” القريب من مكان الانفجار، وكما الناس في الشوارع القريبة من مكان الانفجار، هرع فريق عمل “الأناضول” من محررين ومصوريين إلى المكان، وبدأت عملية نقل التفاصيل عبر الهواتف النقالة.
في مسرح الانفجار، حيث أخذت السيارات والمارة يتراجعون إلى الوراء، خوفاً من انفجار آخر، كانت السنة النيران تتصاعد في السماء، عشرات السيارات تحترق، أغصان الاشجار وقطع الزجاج على الأرض، تهاوت من المباني المحيطة في المكان، هذا ما كان يمكن ملاحظته فور الوصول إلى المكان.
لكن مع الاقتراب، بدأ يظهر هول الانفجار .. حالة هلع .. جرحى داخل السيارات التي كانت تمر في الشارع، إشلاء بشرية متناثرة، جثث بينها جثة ملقاة على الأرض تبين لاحقا انها جثة الوزير شطح، بدأ الفضوليون يحتشدون في مكان الانفجار، عناصر من القوى الأمنية والجيش اللبناني، يطوقون مسرح الجريمة.
وصلت سيارات الإسعاف والإطفاء، سيارات محطات التلفزة للنقل المباشر من مختلف القنوات المحلية والعالمية، الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الانفجار الذي أحدث حفرة كبيرة، كما وصل اناس للاطمئنان، إما عن قريب يسكن في المكان، أو موظف يعمل في المكاتب المحيطة في هذه المنطقة غير المكتظة بالسكان، والتي تشهد حركة عمران جديدة.
مصور “الاناضول” الذي كان من بين أول الواصلين إلى مكان الانفجار، روى أنه أول ما شاهده، جريحاً مصاباً برأسه، على الأرض، وسط صراخ أحد المارة لإحضار سيارة لنقله إلى المستشفى على الفور.
كشف هوية المستهدف، تطلب بعض الوقت، لأن بعض الجثث كانت متفحمة، وآخرى أشلاء على الأرض، حيث عمت الفوضى، قبل أن يتبين في وقت لاحق أن المستهدف هو الوزير السابق محمد شطح، المستشار السياسي لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الذي أمكن التعرف اليه من بطاقة هويته، التي احترق نصفها، والتي وجدت على الارض داخل قطعة من جيب سترته مع بعض النقود.
وكما في كل مرة، يتم استهداف شخصية سياسية أو أمنية، يطال التفجير أيضاً من لسوء حظه يتصادف وجوده في المكان