قناة مفاوضات سرية يديرها مستشار لأبو مازن وافقت على “اتفاق الإطار” الأمريكي فدفعت بعريقات واشتية للاستقالة
في خفايا المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل برعاية الإدارة الأمريكية التي تحاول في هذه الأيام وضع بنود “اتفاق إطار”، تشير تسريبات مصدرها بعض أركان القيادة الفلسطينية في مجالس خاصة أن هذا الاتفاق، كان أحد الأسباب التي دفعت فريق التفاوض (صائب عريقات ومحمد اشتيه) لتقديم استقالتهم، بعد اكتشافهم بوجود قناة تفاوض “سرية” توصلت مع الأمريكان والإسرائيليين لوضع هذا الاتفاق المؤقت، دون علمهم، وليس بسبب عدم توصلهم مع نظرائهم في تل أبيب لتحقيق أي نتائج.
فالرجلان (عريقات واشتية) دخلا العملية التفاوضية وكانا يفضيان لمقربين، وأحيانا تحدثوا على الملأ خاصة عريقات بأنه لا يتوقعون أن تثمر هذه المفاوضات عن أي نتائج في نهاية التسع شهور التي وضعت للعملية التفاوضية وفق خطة الإدارة الأمريكية، وأن السلطة ضغط عليها كثير للدخول في العملية، حتى لا يقال أنها سببا في انهيار عملية السلام.
لكن ما كان مفاجئا هو قدوم الرجلان على تقديم استقالتهما قبل انقضاء المهلة بأكثر من ثلاث شهور، فلغاية اللحظة يتمسك إشتيه بالاستقالة، فيما لا زال عريقات يتابع عمله رغم إعلانه مؤخرا تمسكه هو الآخر بموقفه، لحين البت في الأمر من قيل الرئيس محمود عباس، حيث ضغط عليه للبقاء حتى لا يؤدي خروج الرجلان لازمة في الأوساط السياسية، وبالأخص في قيادة منظمة التحرير واللجنة التنفيذية، التي تتابع المفاوضات فقط من قناة عريقات اشتيه، ولا علم لها بتلك القناة السرية التي أعطت موافقة على القبول بـ “اتفاق الإطار”.
فكثير من أعضاء اللجنة التنفيذية مانعوا العودة للمفاوضات، وسيساعدهم الكشف عن هذه القناة في اتخاذ مواقف أكثر تشددا تجاه من أيد الدخول في المفاوضات تماشيا مع الطرح الأمريكي.
فأحد من عارضوا هذه المفاوضات قال أن أي كل من الرئيس أبو مازن وعريقات، لم يكونوا يقدموا لهم شيئا مفهوما عن سير المفاوضات، وأن حديثهم في الغالب كان منصب عن تهرب إسرائيل، بفرضها للحقائق بالاستيطان والتهويد، وأن مواقفها لا تشجع على إبرام الاتفاق، وأن الحديث كان يدور عن نيتهم الوصول إلى نهاية العملية بانقضاء التسع شهور، حتى لا يتحملوا مسؤولية إفشال جهود واشنطن، لكن المسئول هذا قال أن الحديث مؤخرا عن “اتفاق إطار” جعل هناك جملة من الشكوك تدور حول وجود طرف آخر يفاوض من “تحت الطاولة”.
والمعلومات المتوفرة تشير إلى أن هذه القناة هي خلاف تلك التي كشفت عنها إحدى الصحف الإسرائيلية مؤخرا والتي كان يقوم بها قبل انطلاق المفاوضات الجارية كل من مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو ورجل الأعمال الفلسطيني وعضو المجلس الوطني باسل عقل المقرب جدا من الرئيس الفلسطيني والمستشار المقرب منه والذي يرافقه في الكثير من زياراته الرسمية الخارجية.
القناة الجديدة هذه هي التي جرى من خلالها تدخل الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية كيري وفريقه لوضع “اتفاق الإطار” المتوقع عرضه خلال أيام، حيث لم تمانع هذه القناة التي يمثلها عن الجانب الفلسطيني أحد مستشاري أبو مازن، مثل هذا الاتفاق، لكن وفق فترة زمنية محددة.
فكان ذلك سببا لاستقالة عريقات الذي تفاجأ هو واشتيه حين عرض عليهم المبعوث الأمريكي فكرة “اتفاق الإطار” ووجودا أنفسهم خارج دائرة الحدث، وأنهم كانا يقودان مفاوضات وهمية.