“شهر العسل” السعودي الفرنسي رسالة من الرياض لواشنطن واسقاط نظام الاسد والغضب من الاتفاق النووي الامريكي الايراني سبب التقارب
حازت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الرياض على اهتمام الاعلام الفرنسي بشكل عام، والصحف بشكل خاص، وفردت صحيفة “لوموند” مساحة واسعة للزيارة واهدافها والتقارب الذي تشهده العلاقات بين البلدين، حيث وصفت هولاند بـ”الحليف الغربي الأفضل” للرياض بعد الخلاف السعودي الامريكي بسبب الملفين السوري الايراني.
وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو اليوم الحليف الغربي الأفضل بالنسبة للمملكة العربية السعودية.
ولفتت إلى أن هولاند لقي حرارة في الاستقبال يزيد منها التشكيك السعودي العلني بقوة التحالف مع الشريك التاريخي أميركا، وذلك منذ انقلاب باراك أوباما على قرار توجيه ضربة عسكرية لسورية في أيلول/ سبتمبر الماضي وخطوة الدبلوماسية المزدوجة تجاه إيران الخصم الإقليمي الأكبر للسعودية.
الصحيفة قالت إن الرغبة المشتركة في رؤية نظام بشار الأسد يسقط ليست الدعامة الوحيدة في “شهر العسل” السعودي الفرنسي الحالي. فالعلاقة تستند أيضاً إلى شعور مشترك بانعدام الثقة تجاه البرنامج النووي الإيراني وطموحات إيران للسيطرة الإقليمية، لافتة إلى أن انسحاب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في لحظة توقيع الاتفاق النووي مع إيران مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر أسعد المسؤولين في الرياض بعكس الموقف “الضعيف” لوزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وتابعت “لوموند” أن باريس حازت على احترام السعودية وهي في المقابل ارادت بعض عقود التسليح كعربون شكر لها على مواقفها، مضيفة أن “الفائض المالي السعودي البالغ 55 مليار دولار (40 مليار يورو) يثير الشهية الفرنسية”.
الصحيفة عرضت للعلاقات السعودية الفرنسية وكيف إنها شهدت تقارباً في عهد الرئيس السابق جاك شيراك لا سيما في محطتين رئيسيتين هما اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري صديق شيراك والمقرّب من البلاط السعودي الملكي، والانسحاب السوري من لبنان. وتابعت الصحيفة أن العلاقات عادت وشهدت تراجعاً لصالح قطر في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي الذي أعطى الأفضلية للدوحة على الرياض في الخليج، إلا أن هولاند اختار الطريقة الشيراكية من خلال تفضيل “العملاق السعودي” والمطالبة برحيل بشار الأسد.
وخلصت الصحيفة إلى أن السياسة الفرنسية السعودية المتلازمة في لبنان كما في سورية يمكن أن تنتهي بأن تشكل عامل إزعاج للولايات المتحدة في الوقت الذي تبتعد فيه أكثر فأكثر عن “المحور السني”.
وتابعت “لوموند” أنه “بالإضافة إلى خطر العزلة الحقيقي عن مؤتمر جنيف 2 فإن باريس ستجد صعوبة أكبر في تبرير علاقتها مع الرياض في وقت يدعم المسؤولون السعوديون لا بل يمولون القمع في مصر ويواصلون سياسة أكثر من قمعية في مجال حقوق الإنسان”.