كانت لك الدنيا و بحسنها باسمة

كانت لك الدنيا و بحسنها باسمة
و انت ساعة المنايا لها مبتسم
ذئاب التلول حولك تعوي راجفة
و منك بيارق الحق للخلود ترتسم
سود العمائم كلأفاعي ملتفة
بفحيح الغدرِ أوطانهم تقتسم
و معهم خيول الشرقِ مسرجةٌ
بأئنة النوايا للغرب تستسلم
و شرارُ أعينُ الشرِ ِبنارها َّجاحظةٌ
من شيطان رجيم لظاها تستلهم
و كنت انت للخلود صدارة
تشهدُ عالياً عليهم بقولِ القواسم
فاهتزت عروش ملوك قياصرة
قبل ان يختم عبق ثراك المراسم
اغتروا اذ قالوا أللعربِ معركةٌ ؟
و غاب عنهم بُشرى رحى الحواسم
وان كان للزمان وغى صيحة
باحتْ أسرارها و فككت الطلاسم
أبعدتكَ غادراتُ الزمان لجنةٍ
بطعن خسيس وخسة حاكمٌ مستلئم
و ملوك الغرب شمتاءَ َفارِحَةٌ
تنتظرُ نصرها و قنصاً للغنائم
ْ ْبعدكَ نكبات الدهرِ ليلها ساهرةٌ
بجيوش العدى على الأبوابِ تزدحم
ها هم في بحرِ الرذايا المائجةٌ
بعواصف الندم قلوبهم يعصُرها الألم
شيوخ لحاها للصدورِ ترسلتْ
لا جامع لها الا طعمُ الموتِ و العدم
دينهم ّضاعَ ببدعٍ عنا ّغريبةٌ
بين دينار شهوة فرجٍ و موطئ قدم
قالوا نحن شعوبٌ للحق راكِعّةٌ
فما دهانا نركعُ عند أقدام الامم ؟
اليوم عيدكَ ما انت ضحيةٌ
بالاضحى ُيعيدكَ الخُلود عاطرُ النسم
وذكراك لأحرارَ العربِ حياةُ
فخرٍ ترفعُ فينا العزائم و الهمم
نم قرير العين إجفانك مغمضة
هم للفناء وانت غيثنا لغابر الاعوم
علي خليل حايك