قال الشيخ د. عبد…
قال الشيخ د. عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام إنه عندما تخيم على الأمة، ظلل الفتن، تعظم حاجتها إلى الاستمساك بالكتاب والسنة.
وأضاف في خطبة الجمعة بالحرم المكيّ: إن من أسباب نصر الأمة موجودة في السنة الغرّاء والسيرة والبلجاء.
وتلا قوله تعالى “لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة”.
وتابع السديس: الإسلام العظيم تآخي فيه جميع الناس، لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوي، وتلا قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
وقال السديس إن أعداء الاسلام أرادوا أن يعود الاسلام ضعيفا، ولكن الله يأبى إلاّ أن يتم نوره ، ولكن ما كادت القرون تنقضي حتى طلت الفتن على الأمة، فقتل الخليفة الراشد عمر، ثم آل أمر الأمة بعد الفاروق الى عثمان بن عفان ، ولكن أعداء الأمة كانوا لها بالمرصاد، وبثّوا فيها الفتن وحرّكوا العامة ،و آلت بهم هذه الحماسة، ليكون يدا لأعداء السلام، فقتلوا عثمان بن عفان، وفتحوا لأهل الشر بابا موصودا، بخروجهم على سلطة الأمراء.واستبيحت قاعدة الاسلام، وقتل أهله ،ثم هدم بعد ذلك جزء من قبلة المسلمين، واستبيح جزء بالمنجنيق، ودبر العدو بليل للكيد للإسلام، لأنهم يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم.
وتابع السديس: لقد دارت الأيام وتتابعت الأزمان، وظهر عز الاسلام في هذا القرن الاخير، وارتفعت رايات السنة، وظهرت للإسلام صولة وجولة، وقوة للعالم بظهور ولاية هذه البلاد، ورعايتها بالسّنّة الغراء والسيرةالشماء،و صارت رسالة الاسلام التي تنبع من مكة المكرمة ، تشحن النفوس لاستعادة أمجاد سبقت، وتحس الهمم على استعادة قوة دولة الاسلام سياسية واقتصادية، التي كانت برعاية بلاد الحرمين الشريفين.
وأضاف: هذه القوة أقضت مضاجع الأعداء، فكادوا لها كيدا، بمكر الثعالبوكأنه ما أشبه الليلة بالبارحة !
فبدأ تفتيت هذه الأمة وتشرذمها، بتفتيت دول المشرق العربي، وإشاعة الفتن بين أهل السنة والجماعة، كما بثت في عهد عثمان. وظهر الخوارج، حتى أصبح المسلمون شيعا، وضعفت شوكة أهل السن والجماعة ، وتفتت قوة المسلمين.
من المؤلم أن نرى أقواما فرّطوا في منهج السلف، وخالفوا الأسلاف، فقذفوا بأنفسهم في مراجل الفتن،
تحت دعوات جاهلية، وتشويه لمعنى للجهاد، وأغروهم ببعض الأعمال الارهابية وتفجير المنشآت والمستشفيات، دون مراعاة لمقاصد الشريعة ومآلاتها، والسياسية الشرعية وهداياتها.
ودعا السديس لاتّباع سنة الرسول الكريم الذي قال “عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليه بالنواجذ”.
وقال السديس إن المآسي تلفح الأمة في كل شبر وواد، ولا نجاة إلّا بتلمس نهج السنة المحمدية، والسيرة النبوية، اللذين يؤصلان للأمة النصر والتمكين واسترداد العزة.
وتابع السديس: لتكن السنة والسيرة العطرة هما المنهل العذب، حتى لا نضل ولا نشقى، بل في طرائق المجد نسعد ونرقى.
وتلا قوله تعالى “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا”.
وتابع السديس: من حفظ الله للسّنّة والسيرة حفظ مؤلهما وموطنهما، مكة والمدينة، مركز الحضارة، ومنطلق الحضارة القيادة والريادة، ورأس مال الأمة والخط الأخير للوجود الاسلامي.
وتابع: إن هذه البلاد بمثابة القلب، وهي لا تزال مستهدفة مقصودة.
وتابع :من المؤكد أن رسالتنا العمل على المحافظة على أهل السنة والجماعة، لاسيما أن بلدنا تحمل لواء العرب والمسلمين والعمل على حفظ أهل الأسلام عامة والسنة والجماعة خاصة.
ونبّه السديس إلى أن ولاة الأمر هم الأدرى بمصلحة الأمة دفع الخطر عن الأمة.
واختتم السديس خطبته بالدعاء للمسلمين في سوريا بالنصرة لهم على الطغاة، وخصّ أهل السنة بالعراق بالدعاء لهم.