أثارت أنباء هروب جنود تابعين…
أثارت أنباء هروب جنود تابعين للجيش العراقي من الاشتباكات في محافظة الأنبار غربي العراق المندلعة منذ نحو أسبوعين، ونزع ملابسهم العسكرية وارتداء “الدشداشة” (اللباس العربي التقليدي) بدلاً عنها، حالة من السخرية والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
ففي الوقت الذي رحّب فيه بعض النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بهذه الخطوة واعتبروا أنها خطوة جيدة بعدم مواجهة أبناء الشعب العراقي وتوجيه السلاح ضده، وجد البعض الآخر في هذه الخطوة فرصة جيدة للنيل من الجيش العراقي ورئيس الحكومة نوري المالكي.
و”الدشداشة” وهو الثوب العربي التقليدي، ويحافظ أهالي الأنبار وغالبيتهم من العشائر على لبس هذا النوع من الأزياء فيما يعتبر في بعض المناطق العراقية “لباساَ فلكلورياً”.
ونقلت تقارير صحفية محلية عراقية أن جنودا بالجيش فروا وهم يرتدون الدشاديش حتى يتاح لهم الهروب من القتال إلى جانب الجيش العراقي ضد أهالي الأنبار، وعدم تعرضهم للاستهداف من قبله كونهم يعتبرون “منشقين” عنه.
وانتقد محمد، وهو اسم وهمي لناشط على الفيسبوك، هروب العديد من الجنود وهم مدججين بأحدث الأسلحة وأثقلها بارتداء “الدشاديش” البيضاء خوفا من الوقوع بيد “ثوار العشائر”، وهم مسلحين تصدوا للقوات العراقية الحكومية في الحملة التي تقوم بها منذ 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي على مناطق من محافظة الأنبار.
ودافع ناشط يدعى “لام ماجد” عن الجيش العراقي ورئيس الحكومة نوري المالكي على صفحته على “فيسبوك” بالقول إن “المالكي لديه 15 فرقة بالجيش، وكل فرقة تضم 30 ألف عسكري ولو يرسلهم مشياً على الأقدام فإنهم سيسيطرون على الأنبار”.
ليرد عليه ناشط عرف نفسه على أنه من الأنبار باسم “الانبار مدينتي”، دون ذكر اسمه الحقيقي، معلقا بسخرية “هذا يعني بأن علينا شراء 450 ألف دشداشة كي نوزعها على العسكريين، بارك الله فيك على هذه المعلومة القيّمة حتى نستعد لهذا الآمر”.
فيما نشر ناشط آخر (أخفى اسمه الحقيقي) إحصائية أسماها “إحصائية الدشاديش الموزعة على جنود المالكي الهاربين من الانبار ليوم 3 يناير/ كانون الثاني”.
وقال فيها “الرمادي 76 دشداشة ، الفلوجة، 65 دشداشة، الكرمة :132 دشداشة”، وثلاثتها مدن تابعة لمحافظة الأنبار أكبر محافظات العراق، وعلق على الاحصائية ناشطا يدعى محمد حسنيين ويعرف نفسه من اربيل قالئلا (لا تخافون إذا خلصت الدشاديش نبعث لكم سراويل من اربيل) في إشارة منه السروال العريض الذي يرتديه الاكراد وهو زي شعبي لهم.
أما ناشط آخر ، فقد صمم إعلانا لدشاديش من علامة تجارية معروفة في العراق وكتب فيه “ثوبك مفصّل وجاهز، الآن في الأنبار توزع مجانا، مجرب من قبل القائد العام للقوات المسلحة”، في إشارة إلى المالكي.
وردا على الإعلان علّق “الانبار مدينتي” وهو ناشط باسم وهمي بالقول، “يعلن مدير الشركة بالتعاقد مع الجيش العراقي المتوجه للأنبار وسوف يكون هناك خصم بالاسعار بسبب كبر حجم الكمية المطلوبة”.
فيما حيّا ناشط يدعى أبو أثير عناصر القوات الحكومية الذين امتنعوا عن قتال العشائر وقال (كل عراقي شريف لا يقبل أن يقتل أخوه إذا كان سنيا أو شيعيا)، وذلك تعليقا على صورة نشرته موقع الثورة العراقية الكبرى على صفحته في الفيس بوك تبين أن أفراد العشائر قاموا بتوزيعهم على البيوت، ومن ثم أرسلوهم خارج الانبار تم نقلهم بسياراتهم الشخصية على ان يذهبوا الى اهلهم من طرق فرعية لأن القوات العراقية تتربص بهم وتقوم باستهدافهم لترمي هذا الفعل على أهالي الانبار.
(الاناضول)