اتصالات بين المستقلين والمجلس الوطني لتشكيل تكتل بديل للائتلاف الوطني السوري واجتماع قرطبة يسحب البساط من “الجربا”

تزداد الخلافات داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض تعمقا يوما بعد يوم، وما زالت الفجوة واسعة بين قيادة الائتلاف الممثلة في السيد احمد الجربا ومجموعة الخمسة والاربعين عضوا التي استقالت من الهيئة العامة المكونة من 120 عضوا اثناء انعقاد الاجتماع الاخير في اسطنبول.
وكانت قد جرت منافسة حادة على رئاسة المؤتمر اثناء الاجتماع الاخير بين السيد الجربا من ناحية ورياض حجاب لرئيس الوزراء السابق الذي انشق على النظام وفاز الاول في الانتخابات بعشرة اصوات تقريبا، الامر الذي دفع بمؤيدي السيد حجاب الى الاستقالة.
وتقول سميرة مسالمة احد المستقلين من هيئة الائتلاف في اتصال مع “راي اليوم” ان وجود شخص في ثقل السيد حجاب على راس الائتلاف كان سيعطيه ثقلا مهما بحكم خبرته، وذكرت السيدة مسلمة ان السيد وليد المعلم الذي سيمثل النظام في مؤتمر جنيف كان وزيرا في حكومة يرأسها حجاب.
وعلمت “راي اليوم” ان كتلة المستقلين، والاسلاميين منهم على وجه الخصوص بقيادة مصطفى الدباغ والمقربة من دولة قطر، تجري اتصالات حاليا مع المجلس الوطني السوري، والتقى ممثلون عنها بالسيد جورج صبرا رئيس المجلس لتنسيق المواقف، وفي حال توحد هؤلاء (45 عضوا) مع المجلس الوطني (30 عضوا) فانهم سيشكلون كتلة تضم ثلتي اعضاء الائتلاف.
وقالت السيدة مسالمة ان كتلة المستقلين تقدمت بعدة مطالب كشرط لعودتها عن استقالتها من الائتلاف:
*اولا: استقالة رئاسة الائتلاف، وانتخاب شخصية توافقية مقبولة من الغالبية (طرح اسم رياض سيف).
*ثانيا اعادة هيكلة الائتلاف بحيث يتم توسيع العضوية فيه يضم اطراف اخرى لها تمثيل على الارض.
*ثالثا: لا بد ان يملك الائتلاف السيطرة على جبهات القتال، فالنظام يستطيع ان يطبق وقفا لاطلاق النار في حال التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص، ولكن الائتلاف بصورته الحالية لا يستطيع ذلك لان علاقته بالفصائل المقاتلة على الارض ضعيفة ان لم تكن معدومة.
وقال عضو آخر في الكتلة المستقيلة رفض ذكر اسمه لـ “راي اليوم” “من يتواصل مع المقاتلين على الارض وفصائلهم هو الذي يمكن ان يتفاوض في جنيف”، واضاف “من يجلس في تركيا ويشترط ان يسلم الرئيس الاسد السلطة قبل اي مفاوضات يجب ان يكون لديه اوراق ضغط لفرض شروطه، وهذا غير موجود لدى هؤلاء”.
وذكرت السيدة مسالمة التي كانت رأس صحيفة “تشرين” السورية قبل انشقاقها “نحن على بعد ايام من مؤتمر جنيف، ومع ذلك لا يوجد موقف واضح من الائتلاف حول المشاركة من عدمها، وفي حال قرر المشاركة في اجتماع 17 من الشهر الحالي في اسطنبول فلا يوجد لديه دراسات واضحة، ولا سيناريوهات، ولا حتى مفاوضين تدربوا على اساليب التفاوض”.
وعلمت “راي اليوم” “ان اجتماع قرطبة الذي بدأ اعماله اليوم بدعم من الحكومة الاسبانية ربما يشكل احد البدائل للائتلاف السوري المعارض، لانه يضم شخصيات قيادية معارضة ليست من الصف الاول، ومن الوجوه دائمة الظهور على الفضائيات حسب اقوال احد المشاركين فيه.
وقالت مصادر مقربة من الهيئة المنظمة للاجتماع ان معظم المشاركين في الاجتماع هم من الداخل وليس لهم تبعات دولية ولا يتلقون اي تمويل مالي خارجي، ومن ابرز هؤلاء كمال اللبواني ويحيى الكردي ومجموعة من علماء دمشق من بينهم الشيخ ابو الهدى اليعقوبي، ولاحظت “راي اليوم” ان نسبة كبيرة من المشاركين هم من الجنوب (درعا) وريف دمشق، ويحظى اجتماع قرطبة بتأييد اللواء سليم ادريس قائد الجيش السوري الحر، ومشاركة قائد المجلس العسكري لمنطقة درعا في الجيش الحر.
عضو كبير في الائتلاف اكد ان الخلاف السعودي القطري انعكس بوضوح في اجتماع اسطنبول الاخير، وبات من الصعب اعادة توحيد الائتلاف بحيث يكون ممثلا للمعارضة السورية، ولم يستبعد ان تعمل قطر على تكوين جسم جديد معارض ومواز في الاسابيع المقبلة.