فصائل فلسطينية: خطة كيري لا تحقق أدنى طموحات الفلسطينيين

أجمع سياسيون وقادة فصائل فلسطينية على…

أجمع سياسيون وقادة فصائل فلسطينية على رفض “خطة اتفاق الإطار” التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال لقاءاته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبد الله الثاني، مؤكدين أن الخطة الأمريكية لا تتجاوب مع الحد الأدنى لطموحات الفلسطينيين.

وطالب هؤلاء في أحاديث منفصلة لمراسل “الأناضول” للأنباء السلطة الفلسطينية برفض المقترحات الأمريكية لإتمام عملية السلام، والانسحاب الفوري من المفاوضات التي “تشكل غطاء للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين”.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن خطة كيري تنص على ضم إسرائيل لـ 6.8 %من أراضي الضفة الغربية مقابل وضع 5.5% من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل تحت السيطرة الفلسطينية، وإقامة معبر آمن بين غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى تقسيم القدس الشرقية بين إسرائيل والفلسطينيين، ووضع منطقة “المسجد الأقصى” تحت إشراف لجنة دولية، كما تشمل على إنشاء صندوق لتمويل توطنين اللاجئين الفلسطينيين في كندا واستراليا واستيعاب جزء صغير منهم في إسرائيل ضمن إطار لم شمل العائلات.

وتتضمن الخطة الأمريكية إخلاء كافة المستوطنين في الأغوار شرقي الضفة الغربية وتواجد جنود أمريكيين على طول الحدود مع الاردن، وتجميع 80% من المستوطنين في كتل استيطانية إسرائيلية وإخلاء 20% من مستوطنات الضفة الغربية.

ولم يتسن التأكد من صحة هذه البنود من المصادر الرسمية الفلسطينية أو الأمريكية بسبب الاتفاق على الحفاظ على سرية المحادثات.

وقال المتحدث باسم حركة “حماس″ صلاح البردويل: إن “مقترحات كيري بمثابة وصفة جاهزة لتصفية القضية الفلسطينية، فما لم تستطع كل المحاولات إنفاذه بحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية فإن خطة كيري تقوم على تصفيته”.

وأضاف البردويل أن “الدولة الفلسطينية تقوم على ثلاثة عناصر هي الشعب والأرض والسيادة وخطة كيري تفقدنا عنصر الشعب لأنها تُحرم على الفلسطينيين العودة إلى بلادهم وترحل الفلسطينيين الموجودين في أراضي عام 1948 تحت ذريعة يهودية الدولة، كما تحرم الفلسطينيين من السيادة على أرضهم ومقدساتهم”.

ووصف الخطة الأمريكية بـ “الوصفة الجاهزة لسلب الأرض الفلسطينية”، مؤكداً أن استمرار السلطة الفلسطينية بالمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية يشكل “كارثة ومصيبة كبيرة ستصيب الشعب الفلسطيني”.

وحذر البردويل الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التعاطي مه “الخطة الخبيثة” التي لا تهدف إلا لتصفية القضية الفلسطينية.

من جانبه، أكد القيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة على رفض جبهته لكافة المقترحات الأمريكية، مشيراً إلى أن مقترحات الوزير الأمريكي تتجاوز قرارات الشرعية الدولية وتهبط بسقف الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وطالب أبو ظريفة الرئيس عباس بإبلاغ كيري بالانسحاب الفلسطيني من المفوضات وإعادة بناء العملية التفاوضية لتكون على أساس قرارات الشرعية الدولية وأن تعترف إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.

وقال “دون هذه الشروط فإن المفاوضات ستكون مضيعة للوقت وعبثية ولا وظيفة لها إلا التغطية على سياسة الاستيطان والتهويد والحصار الظالم لقطاع غزة والاعتقال اليومي الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين”.

وفي السياق، حذر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل من أن مقترحات كيري تمثل خطة لتصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الأمن لإسرائيل على حساب طموحات وآمال الشعب الفلسطيني.

وقال المدلل: إن “الولايات المتحدة تريد تحقيق طموحات بنيامين نتنياهو في يهودية الدولة لذلك هي تضغط على السلطة الفلسطينية من أجل أن تنال من الثوابت الفلسطينية وتحقق أهداف إسرائيل”.

وشدد على أن السلطة الفلسطينية لا تمتلك التنازل عن الثوابت الفلسطينية وخاصة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذي يعتبر من الحقوق الفردية، مؤكداً أن حركته “ترفض خطة كيري وستعمل مع بقية فصائل المقاومة من أجل تحرير أرض فلسطين التاريخية كاملة دون التنازل عن شبر واحد منها”.

بدوره، قال القيادي في حزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي إن الخطة الأمريكية لن تنجح ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني، مؤكداً على أن إسرائيل تستخدم المفاوضات “كذريعة من أجل تحقيق أهدافها والاستمرار بالاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة ومحاولة خلق وقائع جديدة على الأرض تخدم طموحاتها”.

وأضاف “الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن فشلت سياستها في المنطقة وخاصة في مصر وسوريا وإيران تحاول أن تتوجه للقضية الفلسطينية وتضغط على الجانب الفلسطيني للرضوخ لشروطها التي تتمثل في مقترحات كيري”.

وطالب الصفدي الرئيس عباس بالانسحاب الفوري من المفاوضات ورفض خطة الولايات المتحدة التي “تسلب الحق الفلسطيني”.

وعلى ذات الصعيد، رأى أحمد يوسف رئيس مؤسسة بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات أن مقترحات كيري لن تجد قبولاً من الشعب والفصائل الفلسطينية لأنها لا تحقق أدنى طموحاتهم وأحلاهم.

وقال يوسف “هذه المقترحات لن يستطيع عباس أن يحظى بإجماع فلسطيني للتوقيع عليها ونتيجة لذلك ربما يتم تمديد وقت المفاوضات”.

ولا يستبعد المختص السياسي أن يستجيب الرئيس محمود عباس للضغوط الأمريكية عليه خاصة أن الوضع الفلسطيني يمر بحالة كارثية بسبب الانقسام، بالإضافة إلى التدهور الكبير في المنطقة العربية.

وتوقع أن يتم التوافق على نقاط معينة تشعر الفلسطينيين بالراحة والاستقرار الأمني والاقتصادي لفترة من الزمن على غرار اتفاقية أسلو.

واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر يوليو/ تموز من العام الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام؛ جراء تمسك نتنياهو باستمرار الاستيطان.

ولم يعلن رسميا، حتى اليوم، عن نتائج تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين.

ولم يتسن لمراسل الأناضول التحدث لقادة في حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

لكن القيادي البارز في الحركة، عزام الأحمد، كان قد ذكر في تصريحات صحفية وزعتها حركة فتح، أن كيري “طرح ملامح غير مريحة وغير مقبولة لدى الفلسطينيين إطلاقاً”.

وأضاف: “في حال كرر كيري ذات الطرح سيسمع كلمة (لا) بدون لبُس من قبل الرئيس عباس″.

وتابع :”اتفاق الإطار يجب ان يكون جزء من المفاوضات وهو مرجعية عملية السلام وحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية (..) لا نقبل كلمة “قدس″ عامة أو كلمة “قدس″ كبرى للدولتين”.

وبشأن غور الأردن، قال: “غور الأردن هي أحد التعقيدات الجديدة  كيري سبق أن طرح استمرار القوات الإسرائيلية في الاغوار لمدة عشرة سنوات قادمة وهذا مرفوض من الفلسطينيين”.

وأضاف الأحمد فى بيان وزعته حركة فتح أن زيارات كيري لن تنجح لأن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو صعّد الأمور، ووضع حجر أساس لإقامة مستوطنة في منطقة الأغوار (..) حتى الآن هناك أكثر من عشرة زيارات قام بها كيري وأكثر من عشرين جولة من المفاوضات جميعها لم تؤدي إلى أية نتيجة”.

واتهم الأحمد في معرض حديثه الولايات المتحدة الأمريكية بالتراجع عن “التفاهمات التي جرت بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت، كذلك خطة جونز والتي تنص على وجود قوات دولية تتولى مسئولية الأمن بعد انسحاب إسرائيل من الدولة المحتلة”.

(الاناضول)

Exit mobile version