العاصمة البوسنية تبكي آخر رموزها.. ماسح الأحذية ميسو

كان كيكا ميسو يرتدي بزة وقميصا أبيض، ويتوجه يوميا إلى جادة تيتو الرئيسية في سراييفو حتى خلال حصار المدينة والقصف الذي تعرضت له بين عامي 1992 و1995 من قبل القوات الصربية.

….

كان كيكا ميسو يرتدي بزة وقميصا أبيض، ويتوجه يوميا إلى جادة تيتو الرئيسية في سراييفو حتى خلال حصار المدينة والقصف الذي تعرضت له بين عامي 1992 و1995 من قبل القوات الصربية.

والثلاثاء، عقب وفاة كيكا ميسو، وضع كرسي خشبي في المكان نفسه مع صورة للرجل بشاربيه اللذين غزاهما الشيب وبسمة خجولة وعينين حزينتين تعلوهما نظارتان.

ووضع المارة بعض الورود على الكرسي، فضلا عن شموع وحذاء على الرصيف.

وراح الكثير من المارة يتوقفون أمام الكرسي في بادرة احترام.

وقال المهندس المعماري الشاب كينان هوسيتش: «نترك جميعا أثرا من بعدنا.

هذه الآثار هي أفعالنا وأعمالنا.

والتأثر الذي خلفته وفاة كيكا ميسو (العم ميسو) لدى سكان سراييفو افضل شاهد على ما قام به».

وكيكا ميسو من غجر الروما في كوسوفو، وانتقل للإقامة في سراييفو بعد الحرب العالمية الثانية في سن 15 عاما.

واسمه الأصلي حسين حساني، لكنه سمي «ميسو» من قبل مدربه للملاكمة، وهو مجري لم يكن يحسن لفظ اسمه، على ما روى كيكا ميسو في فيلم وثائقي حول حياته.

وفي سن 21 خلف ميسو والده ليصبح أشهر ماسحي الأحذية في سراييفو.

وكان يحلو له أن يقول «الأجمل» بين ماسحي الأحذية والوحيد في السنوات الأخيرة.

وقال في وقت سابق: «في الفترة التي باشرت فيها عملي كان هناك ماسح أحذية في كل شارع تقريبا. أما الآن فأنا وحدي، أنا الأخير. لم أنا الأخير؟ لأني شجاع ولأن نكاتي تضحك الجميع. لكن منذ وفاة زوجتي، توفيت أنا أيضا».

وعندما حوصرت سراييفو في أبريل 1992 لم تثبط عمليات القصف اليومية ومجازر المدنيين عزيمة كيكا ميسو.

Exit mobile version