كواليس رسائل عباس للأردن: لا توقيع على تنازلات كبيرة ولا يوجد قنوات تفاوض سرية ولن نعمل من وراء ظهركم
تدفق مبعوثو الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأيام القليلة الماضية على العاصمة الأردنية عمان، في محاولات منهم لكسب ودّ النخب السياسية الأردنية بعد أن بدأت تضجّ لإقصائها عن مشهد مفاوضات كيري.
نخب تعمل مع عباس رصدتهم “رأي اليوم”، التقوا شخصيات أردنية وفلسطينية في عمان ذات تأثير واسع، محاولين عبر لقاءاتهم شرح موقف رئيسهم، وطمأنة جوارهم لخطواتهم؛ غير أن أحد منهم لم يذهب للحديث في نقاط محددة، الأمر الذي قد يدلل على ضحالة معلوماتهم في السياق.
الانتداب الأول الذي قام به الرئيس الفلسطيني، كان لمسؤول الملف العربي في منظمة التحرير عباس زكي، والذي تخصص بلقاء شخصيات من وزن رئيس مجلس الأعيان الأردني عبد الرؤوف الروابدة، ونائبه الثاني الدكتور معروف البخيت، الرجلان المعروفان بتحفظاتهما على ملف المفاوضات.
البخيت قال لزكي إن بلاده تخشى الفلسطينيين في جانبين، أولهما أن تقدم السلطة الفلسطينية تنازلات تاريخية قد تؤذي الأردن مستقبلا، والثاني وجود قنوات سرية للمفاوضات غير التي يعرفها الأردنيون، الأمر الذي طمأنه زكي في سياقه.
وأكد زكي في اللقاء الذي جمعه بالبخيت، بترتيب من الكاتب الأردني المقرّب من الرئيس الفلسطيني “حمادة فراعنة”، أن سلطته لا تملك أي قنوات لا يعرف بها الأردنيون، وأن رئيسه حريص أن يكون الاردن في صورة المفاوضات جميعا، نافيا حصول أي لقاءات أو مفاوضات في الخفاء عن المملكة.
مبعوث عباس الثاني كان اللواء نصر يوسف، وزير خارجيته السابق، جاء ليوائم شخصيات من نوع آخر في الداخل الأردني، فمن المؤكد أن محاورة البخيت بكل ما يمثله من تحفظ تختلف تماما عن محاورة شخصية غرب أردنية من وزن عدنان أبو عودة.
يوسف لم يلتقي أبو عودة وحده، إلا أن لقاءه بالأخير تضمن الكثير من صمت والقليل من المعلومات، فقد علمت “رأي اليوم” أن يوسف حاول إظهار اللجنة المركزية في حركة فتح كطرف مطلع على المفاوضات، بقوله إن عباس لن يقدم تنازلات كبرى، وأنه شرح للجنة فتح المركزية ما جرى في كل المفاوضات.
وحسب معلومات مؤكدة لـ”رأي اليوم” فإن أبو عودة طرح عددا من الأسئلة المحددة على محاوره، تضمنت تساؤلات عن: ما سيحصل على الحدود، وإن كان الجيش الأردني سيعاود الانتشار في غور الأردن، وعن معلوماتهم إن كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد طرح وجود قوات دولية على حدود غور الأردن.
وسأل أبو عودة يوسف عما تعرفه حركته عن اتفاقية الإطار وعن وجود قنوات تفاوضية في لندن، الأمور التي لم يجب الأخير على أي منها، ما عقّب عليه أبو عودة بقوله “إذن فأنتم في فتح ليس لديكم معلومات”.
عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها، كان المنتدب الثالث من قبل أبي مازن، والذي التقى بدوره شخصيات أردنية من وزن رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، اجتمع بقيادي حركته سمير المشهراوي المقيم في إمارة أبو ظبي، في عمان، في محاولة لضرب عصفوري “المصالحة” و”اتفاقية كيري” في حجر ذات اللقاء.
الأحمد أكد للمشهراوي على نقطتين اعتبرهما الأهم: أولاهما، عدم وجود نصوص مكتوبة تقدم بها كيري أو أي طرف أمريكي للجانب الفلسطيني، وثانيهما، أن رئيسه عباس “مستيقظ تماما”، وأنه لا يثق بالامريكيين ولن يقدم أي تنازلات في “المسائل الأساسية”.