كثرت التكهنات في الآونة…
كثرت التكهنات في الآونة الاخيرة حول إمكانية حركة حماس في إدارة قطاع غزة وفرض سيطرتها عليه، خصوصا بعد عزل جماعة الإخوان المسلمين عن سدة الحكم في مصر، ليغلق بذلك المنفذ الرئيسي والوحيد في وجه قادة حماس، وهو ما دفع الحركة حسب محللين سياسيين الى طرح قضية المصالحة الفلسطينية وإعلان رئيس حكومتها سماعيل هنية عن خطوات لحسن النوايا كإطلاق سراح المعتقلين على خلفيات سياسية والسماح لعناصر فتح الفارين من غزة بزيارة القطاع ولقاء أهاليهم.
المتحدث باسم حركة حماس اسماعيل رضوان أكد لـ”رأي اليوم” أن العلاقة مع مصر لم تنقطع تماما وإنما مستمرة على صعيد التنسيق الأمني، مضيفا: “نحن على اتصال مستمر مع المخابرات المصرية ولم تنقطع العلاقات بشكل نهائي مع مصر وهنالك تنسيقات أمنية تتم”.
وحول المعلومات التي تتحدث عن رفض القاهرة لأي حوار للمصالحة على أراضيها، قال رضوان: “لم تخبرنا مصر بمنع قيادات حماس من الدخول الى أراضيها أو إجراء أي حوار مع فتح حول المصالحة، ولم نُمنع من التوجه لمصر واتصالاتنا مستمرة مع المخابرات المصرية حول ملف المصالحة أيضا”.
ونفى رضوان الذي تسيطر حركته على غزة بعد قتال مع حركة فتح أن تكون حماس طلبت تأجيل قدوم مسؤول ملف المصالحة عن حركة فتح عزام الأحمد الى غزة وتابع: “قضية المصالحة تحتاج الى خطوات متقابلة من الطرفين، لم نطلب تأجيل قدوم عزام الأحمد الى غزة، لكننا طالبنا حركة فتح بخطوات إيجابية مقابلة في الضفة الغربية لما نقوم به”.
ورفض رضوان اعتبار اعلان حماس عن خطوات تمهيدية لتعزيز المصالحة، يأتي من قبيل الضعف بسبب خسارتها لبعض حلفائها وعزل الإخوان المسلمين في مصر، وأضاف: “لا صلة للخطوات الإيجابية والمبادرات التي أعلنا عنها، بموضوع الحصار والضغوط التي تفرضهما مصر على قطاع غزة وبحثنا عن المصالحة ليس ضعفا فينا، مررنا بظروف أصعب من ذلك ولم ننكسر، وقرارنا يأتي في سياق البحث عن تحقيق المصالحة وتفادي مسلسل المفاوضات العبثية”.
وتشوب علاقة حماس بحلفائها في المنطقة حالة من الضبابية خصوصا مع إيران بعد تخلي الحركة عن النظام السوري وخروجها من دمشق باتجاه الدوحة والإعلان صراحة عن وقوفها الى جانب تطلعات الشعب السوري في إشارة منها الى المعارضة، لتقف الحركة في ساحة من التناقضات بين طهران الداعمة لها والحليفة الاستراتيجية للأسد، وبين قطر وتركيا اللتين تمدان المعارضة السورية بكل ما أوتيا من قوة، في حين توجه حركة فتح أصابع الاتهام الى طهران والدوحة بدعم حماس في غزة وهو ما يعزز استمرار الإنقسام الفلسطيني.
القيادي الحمساوي رضوان أوضح أنّ العلاقة مع إيران لم تنقطع بشكل نهائي وإن أصابها بعض الضعف وأضاف: “علاقتنا مع إيران لم تنقطع وإن أصبحت ضعيفة بسبب الأزمة السورية، وهذه العلاقة لا تؤثر على المصالحة في شيء، نحن على علاقة مع القوى الداعمة للمقاومة كقطر وتركيا وإيران، ولا يوجد في ذلك تناقض لأن حماس تحترم مبادئها ولا نتدخل بالشؤون العربية والإسلامية الداخلية بما في ذلك سوريا”.
من جهته يرى نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة أنّ حركتي فتح وحماس ضخمتا الدور المصري والإيراني والقطري في ملف المصالحة، وقال: “ملف المصالحة لا علاقة له بإيران الآن، وأعتقد أنه لا يوجد أحد ضد المصالحة نحن ضخمنا دور المصريين والسوريين والإيرانيين والقطريين، لكن القرار الفلسطيني الداخلي كان لا يرغب في المصالحة ولا يوجد جدية في البحث عن إنها الانقسام، فهنالك أناس من صناع القرار سيفقدون دورهم في حال تمت المصالحة”.
وأشار خريشة المقرب من حركة حماس لصحيفتنا الى أنّ المصالحة من شأنها تشكيل ورقة ضغط لدعم القيادة الفلسطينية في المفاوضات الحالية في ظل محالولات وزير الخارجية الاميركي جون كيري جلب مواقف عربية ضاغطة على الفلسطينيين واستطرد: “طوال الفترة الماضية كانت العلاقة مع المصريين عبر الأجهزة الأمنية والتعامل مع القضية الفلسطينية كقضية أمنية من خلال الاتصالات بين المخابرات المصرية وحماس، المصالحة تحتاج الى ساعة من الوقت فقط والقبول بالوحدة الوطنية التي يمكن أن يستخدمها أبو مازن ورقة ضغط في المفاوضات خصوصا وأنه دخل في أزمة وطاقمه الصغير، فهم لا يستطيعون الاستمرار في المفاوضات ولا يستطيعون القبول باتفاق الإطار المرفوض شعبيا”.